أسرار أسلحة الحوثي.. ما قصة مصنع الطائرات المسيَّرة في طاجيكستان؟
أعلنت إيران وطاجيكستان عن مصنع لتصنيع الطائرات المسيرة
كشفت إيران وطاجيكستان عن مصنع للطائرات بدون طيار في العاصمة الطاجيكية دوشانبي، ما يمنح العالم فرصة للكشف عن كيفية وصول بعض الأسلحة إلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والتي تسببت في زعزعة أمن منطقة الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن الإعلان عن مثل هذا المصنع قد يكون مجرد بداية خيط للمجتمع الدولي، لتعقب الأسلحة التي يتم توريدها إلى ميليشيا الحوثي وتقتل بها الآلاف من الأبرياء في اليمن وتزعزع استقرار دول الخليج.
مصنع الأسلحة
وبحسب صحيفة "بين إنتل" البريطانية، فقد سعت إيران وطاجيكستان إلى علاقات أوثق، بما في ذلك تعاوُن دفاعي أقوى، منذ خروج الولايات المتحدة وحلفائها من جارتهما المشتركة أفغانستان في أغسطس من العام الماضي، مما مهّد الطريق أمام سيطرة طالبان.
وقال رئيس الأركان العسكري الإيراني الميجر جنرال محمد باقري: "لقد وصلنا اليوم إلى موقف مفاده أنه بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات المحلية، يمكننا تصدير المعدات العسكرية إلى الحلفاء والدول الصديقة من أجل تعزيز الأمن والحفاظ على السلام".
وأكدت الصحيفة أن إيران أعلنت عن افتتاح مصنع لإنتاج الطائرات بدون طيار، ولكن وفقًا لمصادر مطلعة فإن المصنع يعمل سرًا بالفعل ويورد أسلحته للجماعات والحكومات الموالية لإيران في العالم وليس فقط الشرق الأوسط.
وفي فبراير، تعهد مسؤولون من إيران وطاجيكستان بزيادة التجارة الثنائية إلى 500 مليون دولار سنويًا، حيث بلغ حجم التجارة 121 مليون دولار في عام 2021 ، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 100 في المائة عن 55 مليون دولار المسجلة في عام 2020.
وأكد محللون أن إيران تريد إيصال رسالة للعالم بالإعلان عن هذا المصنع في الوقت الحالي، رغم أن الجميع يعلم جيدًا أنه يعمل بشكل سري منذ سنوات طويلة.
قلق جديد
وأكد مصدر دبلوماسي عربي في تصريحات لـ "العرب مباشر"، أن أسطول الطائرات العسكرية بدون طيار الذي يتزايد بسرعة في إيران يعد مصدر قلق متزايد للقوى المنافسة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.
وتابع أن هذه الأسلحة تُرسل مباشرة من الحرس الثوري الإيراني إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية، من خلال خط إنتاج للطائرات والأسلحة يعمل تحت الأرض، وتُعَدّ الطائرات بدون طيار أبرز ما ينتجه هذا المصنع السري.
بينما قال مصدر أمني لـ"العرب مباشر": إن هذا المصنع يمنح إيران القدرة على إطلاق ما يصل إلى 60 طائرة بدون طيار في وقت واحد من إيران لضرب أهداف في المنطقة.
وتابع أنه في أوائل فبراير، خلصت شركة الأبحاث الدولية فيتش سوليوشنز، التابعة لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار التي شنها المتمردون الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران على الإمارات العربية المتحدة من غير المرجح أن تقوض الاستثمار طويل الأجل في الإمارات بسبب نظام الدفاع الجوي الإماراتي المتطور، وفي غضون ذلك، شعرت السعودية بالقلق من عدد هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار التي ضربت المملكة.
في سبتمبر الماضي، قال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية ومقره في الشرق الأوسط: إنه من المقرر أن يطلق قوة عمل جديدة تضم طائرات بدون طيار محمولة جواً وبحراً وتحت الماء بعد سنوات من الهجمات البحرية على ناقلات النفط والسفن الأخرى المرتبطة بالتوترات المستمرة مع إيران.
ونُقل عن نائب الأدميرال براد كوبر، الذي يقود الأسطول الخامس، قوله: "نريد وضع المزيد من الأنظمة في المجال البحري فوق البحر وتحته" ، مضيفًا: "نريد المزيد من العيون على ما يحدث هناك ".