باحث سوداني: إثيوبيا ليست لديها نية للمفاوضات وتتعنت بشأن سد النهضة

تواصل إثيوبيا التعنت في ملف سد النهضة

باحث سوداني: إثيوبيا ليست لديها نية للمفاوضات وتتعنت بشأن سد النهضة
صورة أرشيفية

انتهت، أمس الثلاثاء، مفاوضات سد النهضة في كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، بين إثيوبيا ومصر السودان بشأن شد النهضة بدون نتائج.  وشهدت المفاوضات التي عقدت في كنشاسا يومي الرابع والخامس من إبريل خلافات وشدا وجذبا بين مصر وإثيوبيا حول آليات التفاوض قبل الملء الثاني للسد.

تعنت إثيوبي

قال وزير المياه والري الإثيوبي، الأربعاء: إنه لا يعتقد أن هناك من يحاول الإضرار بسد النهضة، وأكد أنه "إذا كان هناك من يفكر في ذلك فهذا جنون"، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات الوزير سيلشي بيكيلي بعد ساعات من اجتماع كينشاسا بشأن سد النهضة والذي انتهى بالفشل أمس الثلاثاء.

لكن الوزير الإثيوبي أوضح، الأربعاء، أن بلاده تنتظر قرار رئيس الكونغو الديمقراطية بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي، بشأن "استئناف التفاوض".

وقال إن الدعوة لرباعية دولية للمشاركة في المفاوضات تعتبر تخطيا لدور الاتحاد الإفريقي، وتنتقص من سيادة إفريقيا، بحسب تعبيره.

وأكد أن إثيوبيا ستخزن 13.5 مليار متر مكعب من المياه، وهو "نصيبها وحقها المشروع من مياه النيل".

وأوضحت وزارة المياه والري الإثيوبية، الأربعاء، أن موقفها بشأن دور المراقبين هو الاستمرار بالشكل الحالي، دون تجاوز دورهم كمراقبين فقط.

وقالت الوزارة إن أي محاولة لعرقلة الملء الثاني لسد النهضة تمثل خسارة كبيرة لإثيوبيا، التي ستفقد مليار دولار، كما قالت إنه لا يمكن تغيير الملء الثاني، لأنها "عملية مرتبطة بمرحلة البناء".

مصر تعلن فشل المفاوضات

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد، الأربعاء، أن بلاده لم تتلقَّ أي دعوة من جانب رئاسة الاتحاد الإفريقي، لعقد جولة مفاوضات جديدة بشأن سد النهضة، بعد فشل جولة المفاوضات في العاصمة الكونغولية كينشاسا.

تقليل المخاطر

فيما قال محمد عبدالرحمن، الباحث السوداني: إن السودان تسعى للتوصل إلى اتفاق يقلل المخاطر المتعلقة بالجوانب البيئية أو تلك التي تتصل بسلامة سد الروصيرص، الذي يبعد نحو 100 كيلومترا من السد الإثيوبي، إضافة إلى تعظيم الفوائد المنتظرة والتي تشمل تنظيم جريان مياه النيل الأزرق وبالتالي تقليل مخاطر الفيضانات السنوية التي يعاني منها السودان وتحقيق الاستفادة القصوى من المياه في الإنتاج الزراعي.

وأضاف: "الجانب الإثيوبي يتعنت في حين يتمسك السودان بضرورة التوصل لآلية تنسيق محكمة تضمن عدم حدوث أي أضرار لسدوده الواقعة على النيل الأزرق في حال الملء والتشغيل الأحادي لسد النهضة الذي تقدر تكلفته بنحو 5 مليارات دولار ويتوقع له أن يكون أحد عمالقة الطاقة في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 6 آلاف ميغاوط سنويا".

اتفاق بين مصر والسودان

من جانبه قال وزير الري السوداني ياسر عباس إن بلاده تقدمت بمقترح الآلية الرباعية للتفاوض ووافقت عليه مصر، لكن اعترضت عليه إثيوبيا.

وأضاف عباس خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء: "مصر أيدت مقترحنا بمشاركة مراقبين في المفاوضات لكن إثيوبيا رفضته بحجة أنه لم يقدم رسميا".

وأشار إلى أن مصر اقترحت في اليوم الأخير من مفاوضات كينشاسا ضرورة التوصل لاتفاق ملزم خلال 8 أسابيع، مشددًا على أن: "عدم التوصل إلى اتفاق عادل بشأن سد النهضة يهدد الأمن والسلم الإقليميين".

وقال وزير الري السوداني إن بلاده ستخزن مليار متر مكعب في خزان الروصيرص، تحسبا للملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، مؤكدا على أن كل الخيارات مفتوحة أمام السودان وفقا للقانون الدولي لمواجهة أزمة السد.

وتابع: "الاحتياطات التي اتخذناها تقلل فقط من الآثار السلبية لتعبئة السد الأحادية من جانب إثيوبيا"، وقال: "نتخوف من التعبئة الثانية لسد النهضة دون اتفاق بسبب تأثيرها على محطات مياه الشرب".

وأكد وزير الري السوداني على أنه: "لا توجد بيننا وبين إثيوبيا اتفاقيات ثنائية في ملف سد النهضة"، وقال: "لا ارتباط مع مصر في ملف سد النهضة الإثيوبي بسبب آثاره السلبية المباشرة على السودان".

وأشار  ياسر عباس إلى أن بلاده لم ترفض وساطة الاتحاد الإفريقي بل طلبت تعزيزها عبر الرباعية، وقال إن الاتحاد وقف متفرجا في جولات المفاوضات السابقة بشأن سد النهضة.