سوريا.. ميليشيات أردوغان تتظاهر ردًا على الرغبة التركية في المصالحة مع الأسد
تتظاهر ميليشيات أردوغان في سوريا ردًا على الرغبة التركية في المصالحة مع الأسد
منذ تصريحات وزير الخارجية التركي بضرورة المصالحة مع الرئيس السوري بشّار الأسد وتشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات السورية الموالية لتركيا موجات من التظاهرات اعتراضًا على رغبة النظام التركي في المصالحة، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين يوم الخميس: إن تركيا تدعم المصالحة السياسية بين فصائل المعارضة السورية وحكومة الأسد من أجل السلام.
غضب الميليشيات
صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، أكدت أنه على الرغم من أن موقف أنقرة هذا ليس جديدًا من حيث المبدأ، إلا أن الميليشيات الموالية لتركيا فسرت تصريحات جاويش أوغلو على أنها خيانة لها بعد تأسيسها ودعمها من قبل تركيا، فمنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في أعقاب الانتفاضة ضد النظام السوري في عام 2011، كانت تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة، كما تستضيف تركيا أيضًا 3.65 مليون سوري فروا من الحرب في بلادهم، وتفاوضت تركيا منذ فترة طويلة على المسرح الدولي نيابة عن الفصائل السورية المعارضة ودعمت الجماعات المسلحة والمتطرفة، بينما أخضعت أجزاء من شمال سوريا لسيطرة تركيا من خلال العمليات العسكرية عبر الحدود.
مخططات أردوغان
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محتجين غاضبين في بلدة أعزاز اقتحموا مقرات الأمن ثم ساروا إلى مبنى المجلس المحلي؛ حيث أسقطوا العلم التركي وأحرقوه، وفي أعزاز، قام المتظاهرون برش كتابات على الجدران كتب عليها "تسقط تركيا ويسقط النظام!" بينما حمل آخرون ملصقات تندد بوزير الخارجية التركي، وقال المرصد: إن هناك دعوات لإزالة جميع الأعلام التركية عن الأجزاء الشمالية من سوريا، وفي تصريحاته، ذكر جاويش أوغلو أيضًا أن تركيا ليس لديها اتصالات دبلوماسية مع سوريا منذ قطع العلاقات في عام 2012، لكنه أضاف أنه في عام 2021، أجرى محادثة غير رسمية مع نظيره السوري، فيصل مقداد على هامش اجتماع غير رسمي في قمة حركة الانحياز في بلغراد، صربيا، وقال جاويش: "يجب أن نصلح بطريقة ما بين المعارضة والنظام السوري، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم".
ووفقًا للصحيفة، فإن تصريحات أوغلو قد تكون علامة على تغيير تركيا سياستها تجاه سوريا، والتخلي عن الميليشيات المتطرفة التي دعمتها على مدار السنوات العشر الماضية، في ضوء التفاهمات مع روسيا، وعدم الرغبة في إثارة أي أزمات قد تضر بصورة أردوغان المشوهة بالفعل في الداخل التركي.