يتعرض الصحفيون الأتراك لتهديدات متزايدة من قبل السياسيين اليمينيين المتطرفين وذلك قبل فترة وجيزة للغاية من عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا خلال العام المقبل وفق ما كشفته منظمة مراسلون بلا حدود، مؤكدة أن وسائل الإعلام والصحافة يتعرضون لضغوط هائلة، وقال إيرول أوندير أوغلو، ممثل مراسلون بلا حدود في تركيا، إن الخوف يتصاعد من أن "التهديدات من الأوساط القومية المتطرفة ستفتح الطريق لدوامة أخرى من العنف ضد الصحفيين، كما حدث في الانتخابات المحلية لعام 2019"، مشيرًا إلى أن العنف والتهديدات -المفترض- أن لا يكون لهما مكان في عملية انتخابية ديمقراطية.

استهداف الإعلام

خلال الأشهر الأخيرة، استهدف التحالف الحاكم لحزب العدالة والتنمية (AKP) وشريكه الأصغر في الائتلاف، حزب الحركة القومية اليميني المتطرف (MHP) وشخصيات مرتبطة بالأحزاب وسائل الإعلام، وفي هذه الأثناء، بعد تشريع جديد للرقابة الرقمية قدمه حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى البرلمان التركي في مايو لتجريم "المعلومات المضللة"، وأطلقت تركيا موجة جديدة من الاعتقالات التي تستهدف الصحفيين، حسب موقع "أحوال" التركي، وكشفت مراسلون بلا حدود كيف شن وزير الداخلية سليمان صويلو هجومًا لفظيًا في وقت سابق من هذا الشهر على صحيفة بيرجون اليسارية اليومية، متهمًا أحد الصحفيين بأنه "الناطق الصحفي" لحزب العمال الكردستاني المحظور، وهي جماعة مدرجة في قائمة الإرهاب من قبل أنقرة وكانت في حالة حرب من أجل الحكم الذاتي الكردي في تركيا منذ 40 عامًا.

تهديدات صريحة

كما هددت قيادة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قناة HaberTürk التلفزيونية في وقت سابق من هذا الشهر، بسبب تعليقات أدلى بها النائب المعارض السابق برهان شيمشك، وقال شيمشك: إن رئيس مركز امتحانات الطلاب المفصول (ÖYSM) له صلات بحزب الحركة القومية المتطرف، بينما أعرب عن استيائه من التأثير المتزايد للجماعات الدينية في البلاد، واتُّهم النائب السابق بأنه "معادٍ للتحالف الرئاسي"، وتعرض للتهديد علنًا من قبل زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، الذي قال إن شيمشك "سيدفع ثمن ذلك"، وأشارت مراسلون بلا حدود إلى أن هزيمة تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في الانتخابات المحلية التي جرت في مارس 2019 أعقبت أشهر من العنف ضد الصحفيين المعارضين، وقالت مراسلون بلا حدود: إن انتخابات 2023 تشير أيضًا إلى التوترات، وتستعد تركيا للانتخابات حيث تقول العديد من شركات الاقتراع إن الرئيس يركض وراء تحالف المعارضة.