تل أبيب تعترف بخطأ معلوماتها عن معتقلي مستشفى الشفاء.. ما التفاصيل؟
تل أبيب تعترف بخطأ معلوماتها عن معتقلي مستشفى الشفاء
في تحول دراماتيكي للأحداث، اضطرت السلطات الإسرائيلية للاعتراف بوقوعها في فخ الأخطاء المعلوماتية الجسيمة، بعد سلسلة من الادعاءات حول اعتقال قيادات حماس في مستشفى الشفاء بغزة، بعد موجة من الانتقادات والسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث فندت حركة حماس الادعاءات الإسرائيلية حول اعتقال قياداتها، مشيرة إلى أن الصور المنشورة تضم أشخاصًا غير موجودين في غزة.
*هجوم على الشفاء*
الأميرال دانيال هاغاري، الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، كان قد أعلن عن اعتقالات واسعة طالت مئات من أفراد "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بما في ذلك قيادات أمنية وعسكرية، خلال عملية دهم لأكبر مستشفيات غزة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، توغلت القوات الإسرائيلية في "مستشفى الشفاء"، في هجوم شامل على المجمع الذي يُزعم أنه مرتبط بشبكة أنفاق تخدم كقواعد للمقاتلين التابعين للفصائل الفلسطينية.
وفي بيان له، ذكر هاغاري أن الهجوم على المستشفى كان جزءًا من خطة محكمة أسفرت عن وقوع قادة "حماس" في فخ، مؤكدًا على اعتقال حوالي 500 شخص، من ضمنهم 358 ناشطًا من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وقادتهم الميدانيين، بما في ذلك رائد سعد، الشخصية القيادية البارزة في الحركة. ولإثبات ذلك، نشر الجيش صورًا لـ220 من المعتقلين.
هاغاري ادعى أن الصور المنشورة تعود لقادة "حماس" الذين تم القبض عليهم خلال العملية في المستشفى، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الكشف عن هوياتهم حاليًا نظرًا لإجراء التحقيقات معهم، وأن المعلومات المستقاة ستكون ذات قيمة في المستقبل القريب، وأضاف أن هناك مجموعة من المطلوبين متحصنين حاليًا في قسم الطوارئ بالمستشفى، محذرًا من أنهم سيواجهون القتل إذا لم يستسلموا.
*بيان ساخر*
في المقابل، أصدر مسؤول في "حماس" بيانًا ساخرًا يشير فيه إلى أن بعض الصور المنشورة تعود لأشخاص ليسوا في غزة حاليًا، وأخرى لأفراد تم الإعلان عن استشهادهم، مستشهدًا بصور ثلاثة أطباء كانوا قد اعتقلوا وأُفرج عنهم سابقًا. وأكد أن العديد من الأشخاص في الصور هم مدنيون وموظفون حكوميون، بمن فيهم أطباء وفرق طبية، وكذلك مدنيون من المناطق المحيطة بالمستشفى أو من اللاجئين في مراكز الإيواء القريبة.
وأضاف المسؤول، أن الجيش الإسرائيلي بعد تدميره جزءًا من "مستشفى الشفاء" قبل أشهر، شهد تحول بعض المباني داخل المجمع إلى ملاجئ للنازحين، وأن العديد منهم ظهر في القائمة الإسرائيلية. و وصف البيانات الإسرائيلية بأنها غير دقيقة وتندرج تحت الحرب النفسية ضد المقاومة في غزة.
*ردود فعل*
عقب هذه الأحداث، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بردود فعل قوية، معظمها تنتقد الجيش الإسرائيلي وتشكك في مصداقية هاغاري. وفي تصريحات صباحية لهاغاري، اعترف بنقصان في بياناته وأن رائد سعد ليس محتجزًا بالفعل، مشيرًا إلى وقوع أخطاء في نشر قائمة المعتقلين نتيجة خطأ مؤسف.
ومع ذلك، أعاد الناطق تأكيد ادعاءاته حول استخدام "حماس" للمستشفى كمقر عسكري، وأنه تم العثور على أسلحة وأنفاق تحت المنشأة، وأن الجيش يواصل جهوده لاعتقال المطلوبين الباقين.
يُشار إلى أن إسرائيل تعتبر رائد سعد من أبرز قيادات "حماس" وقد حاولت اغتياله مرارًا، "مستشفى الشفاء"، الذي كان أكبر مستشفيات غزة قبل الحرب، يعمل الآن جزئيًا ويأوي نازحين مدنيين، وقد واجهت إسرائيل انتقادات حادة عندما داهمت المستشفى لأول مرة في نوفمبر الماضي، مدعية وجود أنفاق تحته تستخدمها "حماس" لأغراض قيادية وتحكمية، وهو ما تنفيه "حماس" والطاقم الطبي ينفي استخدام مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية أو كمأوى للمقاتلين.
*عملية دقيقة أم جريمة حرب*
يذكر أن هذه المواجهة الثانية التي يشهدها المستشفى منذ بدء النزاع في غزة ضد حركة "حماس"، الدولة العبرية سبق وأن اتهمت الحركة باستغلال المرافق الطبية كستار لأنشطتها العسكرية، وهو ما تنفيه "حماس" بشدة.
الجيش الإسرائيلي أعلن عن تنفيذ "عملية دقيقة" في منطقة المستشفى، مستندًا إلى معلومات استخباراتية تُشير إلى استغلال "حماس" للمستشفى، خلال العملية، التي تمت بالتعاون مع جهاز الشاباك، تعرضت القوات لإطلاق نار من داخل المجمع، مما دفعها للرد وإصابة المهاجمين.
من جانبها، تحدثت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، عن نشوب حريق عند بوابة المجمع وحالات اختناق بين النازحين، مشيرة إلى سقوط ضحايا وعجز عن إنقاذ المصابين بسبب "كثافة النيران".
شهود عيان أفادوا بوقوع "عمليات جوية" ودخول "أكثر من 45 دبابة وناقلة جند مدرعة إسرائيلية" إلى حي الرمال، موقع المستشفى.