مهندس إدلب وراعي المرحلة الانتقالية.. من هو محمد البشير المكلف بتشكيل حكومة سوريا؟
مهندس إدلب وراعي المرحلة الانتقالية.. من هو محمد البشير المكلف بتشكيل حكومة سوريا؟
في تطور مفاجئ يحمل معه مؤشرات لتغير محتمل في المشهد السياسي السوري، تداولت وسائل الإعلام السورية، أنباء عن تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة جديدة.
" البشير"، الذي كان شخصية بارزة في إدارة مناطق المعارضة، يواجه اليوم تحديًا من نوع مختلف، يتمثل في قيادة حكومة انتقالية تسعى لتوحيد الصفوف المتناثرة بين المعارضة المسلحة وبقايا النظام السابق، لكن التكليف هذا، الذي يأتي وسط غموض سياسي وميداني، يثير تساؤلات حول فرص نجاحه في استعادة استقرار مفقود منذ سنوات، وكيف سيتعامل مع ملفات ثقيلة كإعادة الإعمار، وإدارة التنوع السياسي والعسكري داخل سوريا؟
*تفاصيل التكليف واللقاءات الحاسمة*
أعلنت وسائل إعلام سورية، أن المعارضة المسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، توافقت على اختيار محمد البشير لتشكيل حكومة جديدة.
البشير، المعروف بإدارته "حكومة الإنقاذ" في إدلب، التقى مؤخرًا شخصيات بارزة في المشهد السياسي السوري، بما في ذلك أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) زعيم "هيئة تحرير الشام"، ومحمد الجلالي رئيس وزراء النظام السوري.
هذا الاجتماع، الذي اعتبره مراقبون غير مسبوق، استهدف التباحث حول ترتيبات نقل السلطة بعد دخول المعارضة المسلحة إلى دمشق.
وفي تصريحات لاحقة، أكد الجلالي أنه سيواصل تسيير أعمال الحكومة حتى يتم نقل السلطة رسميًا.
*من هو محمد البشير؟*
محمد البشير، البالغ من العمر 41 عامًا، ولد في محافظة إدلب عام 1983. تخرج من جامعة حلب في تخصص الهندسة الكهربائية والإلكترونية عام 2007، ثم حصل على إجازة في الشريعة والحقوق من جامعة إدلب عام 2021.
شغل البشير عدة مناصب بارزة في مسيرته المهنية، كان رئيسًا لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011. لاحقًا، تولى مهام إدارية وتعليمية كمدير للتعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد.
في المجال السياسي، لمع اسمه كوزير للتنمية والشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ" بين عامي 2022 و2023. وفي بداية العام الجاري، تم اختياره رئيسًا لهذه الحكومة التي أدارت إدلب، معقل المعارضة السورية، خلال سنوات الصراع.
*التحديات أمام حكومة البشير*
تشكيل حكومة جديدة في ظل هذه الظروف يعد مهمة شاقة، أبرز التحديات التي تواجه محمد البشير تشمل:
التفاهم مع الأطراف المتصارعة، وضرورة بناء جسور تواصل بين فصائل المعارضة المختلفة، وضمان إشراكها في عملية صنع القرار، دون إقصاء أي طرف.
بالإضافة إلى ملف إعادة الإعمار، حيث تعاني سوريا من دمار شامل في البنية التحتية، ستكون إعادة بناء المدن والقرى المدمرة من أولويات أي حكومة انتقالية.
أحد أكثر النقاط صعوبة، تتركز في التعامل مع التدخلات الدولية، ويتطلب الوضع الحالي فهمًا عميقًا لتوازن القوى الدولية في سوريا، خاصة مع الوجود الروسي والإيراني من جهة، والتدخل التركي والغربي من جهة أخرى.
وأخيرًا الأوضاع الإنسانية، حيث يعيش ملايين السوريين في مخيمات النزوح أو كلاجئين في الخارج، وتتحمل حكومة البشير مسئولية تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة على تحقيق تقدم ملموس.