ين الدول الأوروبية تحاول إيران أن تتغلغل بأذرعها المتعددة، للسيطرة على المجتمعات وتحقيق أغراضها وتزييف الحقائق وجذب فئات جديدة من الشباب لصالح أغراضها الإرهابية.

المسجد الأزرق في ألمانيا

وداخل ألمانيا، بسطت إيران أذرعها لتخترق المجتمع الألماني وتهدد تماسكه، عبر المركز الإسلامي في هامبورج، أو المسجد الأزرق كما يتداول إعلاميا، والذي يعتبر أحد أهم أدوات إيران في ألمانيا وأوروبا، حيث يخضع لأوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأكدت هيئة حماية الدستور في هامبورج "الاستخبارات الداخلية"، أن "المركز الإسلامي يعتبر قبلة الشيعة في القارة كنقطة تجمع رئيسية"، من الإيرانيين، إذ يقصده أفغان وعرب ولبنانيون وباكستانيون وأتراك وألمان أيضا".

قِبلة الشيعة

ويقدم المركز العديد من البرامج التعليمية للكبار والأطفال باللغات العربية والألمانية والفارسية، لكل الشيعة، لنشر الأفكار المتطرفة وأجندة طهران ويعادي دستور ألمانيا.

ويبدو ظاهريا، موظفو المسجد كوجه وسطي ودود، يحاولون مد الاتصالات الاجتماعية داخل المجتمع الألماني، بينما يروج ذلك ويرسخ من أجندة إيران، وتصدير الثورة الإيرانية.

وخلال العام الجاري، نظم شيعي متطرف اسمه يافوز يرتبط بروابط وثيقة بالمركز الإسلامي في هامبورج وألقى ندوات عدة هناك، فعالية يوم القدس على الإنترنت ما لفت انتباه السلطات.

مؤسسة دينية مزيفة

ويزعم المسجد أنه يقدم خطابه بطريقة معتدلة وأنه مؤسسة دينية بحتة لا يسمح بأي نشاط سياسي، بينما يمنع أي ارتباط علني مع الحكومة الإيرانية، حيث أنشأ المركز الإسلامي شبكة واسعة من الاتصالات والعلاقات للتأثير على الشيعة من مختلف الجنسيات وكذلك المساجد والجمعيات الشيعية الإسلامية، بما يشبه السيطرة الكاملة، في مختلف مجالات المجتمع مثل الدين والتعليم والرياضة".

كما أن ذلك المركز ممثل في بعض المنظمات الإسلامية المظلية التي لا تتبع لرقابة هيئة حماية الدستور، ويلعب دورا في المنظمة الإسلامية المركزية "مجلس الجاليات الإسلامية"، للجمعيات الراعية للمساجد.

المسجد الأزرق وحزب الله

كما أورد التقرير الاستخباراتي أيضا، أن هيئة حماية الدستور لديها أدلة على وجود صلات بين المركز الإسلامي في هامبورج وحزب الله اللبناني المصنف على أنه منظمة "إرهابية" في ألمانيا.

وفي 21 أغسطس 2017، كشفت الحكومة الألمانية في مذكرة رسمية للبرلمان وجود رسائل وخطب المركز الإسلامي في هامبورج مع إيران، تهدف إلى تصدير ثورتها.

وكر تجسُّس

وفي أكتوبر الماضي، وجه حزب الخضر الألماني، الشريك الائتلافي في الحكم بولاية هامبورج، اتهاما للمسجد الأزرق بأنه "وكر تجسُّس" لطهران، معتمدا على تحذيرات خبراء ووكالات أمنية في ألمانيا بكونه يمثل ذراعا للنظام الإيراني داخل البلاد.

وشن الحزب ضد المركز الإيراني حملة واسعة بسبب أدواره المشبوهة لصالح طهران، للتصدي له ومحاولته التأثير على المجتمع الألماني، بحسب صحيفة "تاغس تسايتونغ الألمانية".