تدهور الوضع الصحي السوداني.. مخاوف من انتشار الأوبئة الموسمية والأمراض
يتدهور الوضع الصحي السوداني
تتزايد المخاوف بشأن تدهور الوضع الصحي في السودان وسط تصاعد الأوبئة الموسمية، إلى جانب الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
انتشار الأوبئة
اعترفت وزارة الصحة السودانية بظهور حالات حمى الضنك والملاريا والكوليرا في مختلف مناطق البلاد، وسجلت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيس بوك، 21 حالة وفاة بمرض الكوليرا في ولايتي الخرطوم والقضارف.
وبحسب الوزارة، "تم تسجيل 265 حالة اشتباه بالكوليرا بولاية القضارف، ووفاة 18 شخصا، فيما سجلت ولاية الخرطوم 13 حالة إصابة بالكوليرا، بينها ثلاث وفيات".
وأفادت صحيفة "سودان تربيون" المستقلة، أن حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية القضارف ارتفعت إلى 700 حالة على الأقل، من بينها ثماني وفيات، نقلاً عن القائم بأعمال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم.
وقال الوزير إن وباء حمى الضنك ينتشر في 8 ولايات هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف والجزيرة وسنار وشمال كردفان وجنوب كردفان وشمال دارفور، وعزا انتشار المرض إلى زيادة تكاثر البعوض وسط هطول الأمطار المستمر.
وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملة لمكافحة البعوض ونواقل الأمراض الأخرى بولاية القضارف منذ أسبوعين بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وفريق الدعم الاتحادي بولاية القضارف.
وقال الوزير السوداني أيضًا: إن القضارف تلقت إمدادات أساسية من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفيدرالية، بما في ذلك المحاليل الوريدية وأكياس نقل الدم.
انهيار القطاع الصحي
وأفادت شبكة تلفزيون "سي جي تي إن" الصينية، بأنه في ولاية شمال دارفور، ارتفعت حالات الإصابة بالملاريا إلى حوالي 80 ألف حالة، كما أعلن أحمد محمد الدومة نائب مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور عن تسجيل 25 حالة إصابة بحمى الضنك بالولاية دون وفيات.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلال الأسبوع الحالي عن تفشي الكوليرا وحمى الضنك في شرق السودان، حيث تم إدخال 162 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا إلى المستشفيات في القضارف وغيرها من المناطق الحدودية القريبة من إثيوبيا.
وأوضحت الشبكة أنه في وقت سابق، أفادت وزارة الصحة السودانية بأن قوات الدعم السريع سيطرت على مستودع الإمدادات الطبية الأولية في البلاد، مما أدى إلى خسارة أدوية ومعدات طبية بقيمة 500 مليون دولار، إلى جانب خسارة 70 بالمائة من معدات المركز المتخصصة في الخرطوم.
وكشفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن نحو 1200 طفل دون سن الخامسة في تسعة مخيمات للاجئين بالسودان لقوا حتفهم خلال الأشهر الأربعة الماضية بسبب الاشتباه في تفشي مرض الحصبة وسوء التغذية، خاصة في ولاية النيل الأبيض.
وأعرب عالم الأوبئة وطب المجتمع السوداني حمزة عوض الله عن قلقه من احتمال انتشار الوباء على نطاق واسع بسبب تدهور القطاع الصحي وعدم قدرة القطاع الصحي على معالجة الأزمة.
وقال عوض الله: إن "الحرب المستمرة أثرت على قدرة القطاع الصحي على الاستجابة بشكل حاسم للأوبئة، حيث أصبح ما يقرب من 100 مستشفى خارج الخدمة وسط قيود على حركة الأطباء والطواقم الطبية".
ويشهد السودان منذ 15 إبريل اشتباكات دامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3000 شخص وإصابة أكثر من 6000 آخرين، بحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة السودانية.