الجيش الإسرائيلي يُفجر حيًّا بأكمله في ميس الجبل بجنوب لبنان
الجيش الإسرائيلي يُفجر حيًّا بأكمله في ميس الجبل بجنوب لبنان
شهد جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، حيث كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته ضد مواقع عسكرية يُعتقد أنها تابعة لحزب الله والمجموعات المسلحة المتحالفة معه، وتضمن التصعيد غارات جوية مكثفة وقصفًا مدفعيًا على قرى حدودية عدة، ما أدى إلى دمار في البنية التحتية ونزوح عدد كبير من المدنيين.
ويأتي هذا التصعيد في ظل اتهامات متبادلة بإطلاق النار وقيام حزب الله بتنفيذ هجمات صاروخية على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، من جهته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن عملياته تأتي ضمن إجراءات "الدفاع عن الأمن القومي" وأنه يستهدف "مواقع استراتيجية" لتعطيل قدرات حزب الله العسكرية ومنع التهديدات عبر الحدود.
تفجير حي كامل يثير جدلًا
وأخيرًا، أثار قيام الجيش الإسرائيلي بتفجير حي بأكمله في بلدة ميس الجبل الحدودية في جنوب لبنان، جدلًا لينضم إلى مجموعة من القرى الجديدة التي ينسفها الجيش بالكامل.
ومنذ بدء عملية "سهم الشمال" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في 23 سبتمبر الماضي والتي شملت غزو جنوب لبنان، تعمل قوات الجيش على نسف قرى كاملة أو أحياء فيها لاسيما تلك القريبة من الحدود.
وأظهرت صور أقمار صناعية قدمتها شركة "بلانت لابس"، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان أدت إلى دمار كبير في أكثر من 12 بلدة وقرية حدودية حتى تحول العديد منها إلى مجموعات من الحفر الرمادية.
قرى مدمرة بالكامل
وكان كثير من هذه البلدات مأهولة بالسكان منذ قرنين من الزمان على الأقل قبل أن تصبح خالية الآن بسبب القصف الإسرائيلي.
وتشمل الصور التي تم الاطلاع عليها، بلدات فيما بين كفركلا في جنوب شرق لبنان وجنوبًا لما بعد قرية ميس الجبل، ثم غربًا لما بعد قاعدة تستخدمها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل) ووصولًا إلى قرية لبونة الصغيرة.
وقارنت وكالة "رويترز" بين صور الأقمار الصناعية التي التقطت في أكتوبر 2023 بتلك التي التقطت في سبتمبر 2024، وتقع العديد من القرى التي لحقت بها أضرار واضحة على مدار الشهر الماضي على قمم تلال تطل على إسرائيل.
يُشار إلى أن ميس الجبل هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، يحدها جنوبًا بلدة بليدا ومزرعة محيبيب وشمالًا بلدة حولا وغربًا بلدة شقرا وبرعشيت وشرقًا إسرائيل.
ويقول المحلل السياسي اللبناني، سمير كراكي، إن التدمير الذي يتعرض له جنوب لبنان جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية يشكل أزمة حقيقية على المستويات الإنسانية والاجتماعية، إذ يتسبب في تشريد الآلاف من المدنيين، ويعطل الحياة اليومية بشكل كبير، والقرى الجنوبية التي تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الماشية باتت في خطر فقدان مصدر رزقها، ما يضاعف الأعباء الاقتصادية على البلاد ويزيد من حجم الفقر في المناطق المتضررة.
وأضاف الكراكي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر " - أن تدمير البنية التحتية من مدارس ومستشفيات يعمق الأزمة، حيث إن استعادة الخدمات الأساسية قد تحتاج وقتًا طويلًا في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي يعيشها لبنان حاليًا، وهذا الواقع يشكل ضغطًا على الدولة اللبنانية التي تواجه صعوبة في تقديم الخدمات الضرورية وتوفير المساعدات للنازحين، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية.