اتفاق لبنان.. نموذج للتهدئة وسط ترحيب دولي وآمال بالسلام في غزة

اتفاق لبنان.. نموذج للتهدئة وسط ترحيب دولي وآمال بالسلام في غزة

اتفاق لبنان.. نموذج للتهدئة وسط ترحيب دولي وآمال بالسلام في غزة
حرب لبنان

مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد أسابيع من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، شهدت الساحة الدولية ردود فعل إيجابية. الاتفاق جاء تتويجًا لجهود دبلوماسية مكثفة قادتها فرنسا والولايات المتحدة بالتعاون مع أطراف إقليمية. التصعيد الأخير في لبنان شكّل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة، خاصة مع اتساع رقعة الحرب في قطاع غزة.


الاتفاق حظي بترحيب واسع من الدول الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، التي أكدت أن التهدئة في لبنان تمثل خطوة حاسمة نحو منع انفجار إقليمي أكبر.


ترحيب عالمي بالاتفاق


واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن "يفتح الطريق أمام اتفاق مماثل "طال انتظاره" في قطاع غزة.


وقال ماكرون في رسالة مصوّرة على حسابه في منصة "إكس": إنّ "هذا الاتفاق ينبغي أن يفتح الطريق أمام وقف لإطلاق النار طال انتظاره في مواجهة المعاناة الهائلة لسكان غزة".


وشدد على أنّ "هذا الاتفاق هو دليل على شجاعة سياسية يمكن لوحدها أن تُوفر للجميع في الشرق الأوسط السلام والأمن على المدى الطويل".


بينما رحبت بريطانية باتفاق وقف النار، مؤكدة أنه يؤمن بعض الارتياح للمدنيين في لبنان وإسرائيل، وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مساء الثلاثاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار طال انتظاره، وتمّ التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان.


واعتبرا ستارمر أن "من شأن هذه الهدنة أن تُوفّر قدرا من الارتياح للسكان المدنيين في كلا البلدين".

ودعا رئيس الوزراء البريطاني إلى تحويل الهدنة إلى حل سياسي دائم في لبنان، كما تعهد بأن يكون في طليعة الجهود الرامية إلى كسر حلقة العنف المستمرة وذلك بهدف تحقيق سلام طويل الأمد ودائم في الشرق الأوسط.


بدوره، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق، معربًا، في بيان، عن أمله بـأن يضع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حدًّا للعنف والدمار في البلدين، ورحّبت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت بالاتفاق على وقف إطلاق النار، معتبرة أن ضمان استدامته يتطلب الكثير من العمل.

الولايات المتحدة والتطلع نحو قطاع غزة


من جانبه، فتح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، الثلاثاء، الطريق أمام التوصل إلى هدنة مماثلة في غزة، في معرض ترحيبه بوقف إطلاق النار لإنهاء القتال في لبنان.


وقال بايدن: الآن حماس أمام خيار عليها أن تتخذه. طريقها الوحيد للخروج هو إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون، وفي هذه العملية، وضع حدًا للقتال، وهذا من شأنه أن يجعل من الممكن زيادة جهود الإغاثة الإنسانية.


وأضاف: خلال الأيام المُقبلة، ستبذل الولايات المتحدة جهودًا إضافية مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وغيرها من الدول لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. ومع إطلاق سراح الرهائن ونهاية الحرب وحماس خارج السلطة، يصير ذلك ممكنا.


ويُؤكد الباحث السياسي، وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، أن التحدي الأكبر الآن هو ترجمة الاتفاق اللبناني إلى نموذج يمكن البناء عليه لإنهاء التصعيد في غزة، ولكن تحقيق ذلك يتطلب توافقًا دوليًا أكبر مع تفعيل أدوار الوساطة الإقليمية مثل مصر وقطر، التي تمتلك النفوذ لإقناع الأطراف المتنازعة بضرورة التهدئة.


وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن الضغط الدولي ساهم في إنهاء التصعيد في لبنان، وهو أمر جيد لإسرائيل على المدى القريب. ولكن بالنسبة لغزة، الموقف الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على تحقيق أهداف عسكرية ضد حماس قبل أي حديث عن وقف إطلاق النار، في هذا السياق، الضغوط الدولية قد تكون أكثر صعوبة إذا شعرت إسرائيل بأن مصالحها الأمنية مُهددة.