قال وسطاء عرب: إن المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة انتهت يوم الأحد دون إحراز تقدم، بعد أن فشلت حماس في الرد رسميًا على اقتراح إسرائيلي مصري بوقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن. وفي الوقت نفسه، أغلقت إسرائيل أحد المعابر الحدودية الرئيسية المستخدمة لتوزيع المساعدات الإنسانية إلى غزة يوم الأحد، بعد أن هاجمته حماس؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وفي السياق نفسه، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن قوات الاحتلال بدأت في إخلاء شرق مدينة رفح، مع تقديم تعهداتها لمصر بعدم إجبار النازحين على الهروب باتجاه حدود مصر وتوفير مأوى آمن لهم في خان يونس.

توقف المحادثات

وبحسب الصحيفة، فقد توقفت المحادثات بسبب رفض حماس قبول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين إذا لم يتضمن وقفًا كاملًا للأعمال العدائية. 

وقال وسطاء: إنه بدلًا من ذلك، تراجعت المجموعة عن بعض الشروط المتفق عليها سابقًا، مثل عدد الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم. وأضافوا أن حماس لم تقدم بعد إجابة نهائية أو اقتراحًا مضادًا.

وقال مسؤولون مصريون: إن حماس تسعى إلى هدنة طويلة الأمد وضمانات من الولايات المتحدة بأن إسرائيل ستحترم وقف إطلاق النار. 

وأعرب مسؤولو حماس عن مخاوفهم من أن الاقتراح الإسرائيلي الأخير ما يزال غامضًا للغاية، ويمنح إسرائيل مجالًا لاستئناف القتال.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الأحد: إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لكنها لن توافق على إنهاء الحرب.

وتابع نتنياهو: "ما تزال حماس متمسكة بمواقفها المتطرفة، وعلى رأسها انسحاب قواتنا من القطاع، وإنهاء الحرب وترك حماس على حالها، إسرائيل لن توافق على مطالب حماس، وهو ما يعني الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق جميع أهدافها".

غزو بري لرفح

وأفادت الصحيفة، بأنه في الأفق يلوح الغزو البري الإسرائيلي لرفح، مدينة جنوب غزة التي يأوي إليها أكثر من مليون مدني فلسطيني، مع استمرار الوضع الإنساني اليائس في قطاع غزة.
وقال نتنياهو: إن إسرائيل ستتوغل قريبًا في رفح إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وطلب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من القوات - يوم الأحد- الاستعداد للعملية.

واستأنفت حماس وإسرائيل، بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، مؤخرًا المحادثات حول إطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ووقف إطلاق النار. 

إغلاق معبر المساعدات

وقال الجيش الإسرائيلي: إن معبر كرم أبو سالم أغلق أمام شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة بعد إصابته بعشرة قذائف.
وأضاف: أن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب ثلاثة آخرين بجروح خطيرة عندما أطلقت حماس حوالي 14 صاروخًا وقذيفة هاون بالقرب من معبر رفح، على الحدود بين غزة ومصر، باتجاه معبر كرم أبو سالم الحدودي الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي: إنه أصاب منصات الإطلاق التي أطلقت منها القذائف، وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن الهجوم.

ودعت الجماعات الإسرائيلية اليمينية، التي ضغطت على الحكومة لحجب المساعدات وسط مخاوف من تحويلها إلى حماس أو تخفيف الضغط على الحركة لإطلاق سراح الرهائن، الحكومة إلى إبقاء المعبر مغلقًا.

ويهدد هذا الحادث بعرقلة عملية توزيع المساعدات التي فشلت بالفعل في تقديم المساعدة الكافية لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر، والعديد منهم نازحون ويواجهون ظروفًا أشبه بالمجاعة، ويأتي ذلك أيضًا في أعقاب عدة حوادث مميتة أحاطت بتوزيع المساعدات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك حادثة وقعت الشهر الماضي، قتلت فيها الغارات الإسرائيلية سبعة عمال إغاثة من المطبخ المركزي العالمي في غزة.