سفيرة الإمارات بالأمم المتحدة لـ بلومبيرغ: نحذر واشنطن من نفاد الوقت لتجنب صراع أوسع بالشرق الأوسط
سفيرة الإمارات بالأمم المتحدة لـ بلومبيرغ نحذر واشنطن من نفاد الوقت لتجنب صراع أوسع بالشرق الأوسط
حثت الإمارات العربية المتحدة الولايات المتحدة على دعم وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية في غزة، محذرة من أن خطر اندلاع حريق إقليمي يتزايد يوميا مع احتدام الصراع.
وقف فوري لإطلاق النار
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، في مقابلة عبر الإنترنت من نيويورك: "نحن بحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار الآن، ولا يمكننا الانتظار 100 يوم أخرى".
غزة.. جرح مفتوح
وقالت: "المخاطر كبيرة، ومن الواضح أن الحرب في غزة هي جرح مفتوح وتؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة"، مضيفة أن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورا حاسما في تخفيف التوترات.
وقالت نسيبة لوكالة "بلومبيرغ": "إذا لم يكن الهدف زيادة التطرف والإرهاب في منطقتنا، فسيتم وصف ذلك بأنه دراسة حالة لكيفية القيام بذلك".
ويمثل هذا التحذير مستوى جديدا من القلق بشأن تصاعد الهجمات التي تشمل إسرائيل وإيران ووكلائها والقوات الأميركية مع استمرار القتال في غزة وسط دمار واسع النطاق وارتفاع عدد القتلى المدنيين.
وكانت حركة حماس قد قتلت 1200 شخص واختطفت 240 آخرين في توغلها في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
وردا على ذلك، قامت القوات الإسرائيلية بتهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة وقتلت ما لا يقل عن 25 ألف شخص.
وفي منتصف ديسمبر، أشارت تقديرات البنك الدولي إلى أن القصف الإسرائيلي قد أدى إلى إتلاف أو تدمير ما يزيد عن 60 بالمائة من البنية التحتية في غزة.
الموقف الأميركي
وامتنعت إدارة الرئيس جو بايدن عن المطالبة بوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار الذي تقدمت به الإمارات في ديسمبر.
إسرائيل تواصل الهجوم
وتعهدت الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بمواصلة هجومها، ورفضت اقتراحًا تدعمه الولايات المتحدة قدمته خمس دول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، لإعادة إعمار غزة بعد الحرب لأنه مشروط بدعم إسرائيل لقيام دولة فلسطينية.
ومنذ بداية الحرب في غزة، كانت هناك مناوشات شبه يومية على حدود إسرائيل مع لبنان بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران.
وتزايدت التوترات الإقليمية بشكل كبير منذ أواخر العام الماضي مع قيام إسرائيل بسلسلة من الاغتيالات ضد حماس وحزب الله وقادة إيرانيين، وشن إيران هجوما علنا في حربها بالوكالة مع الدولة اليهودية.
هجوم دمشق
واتهمت إيران يوم السبت إسرائيل بشن هجوم صاروخي مميت على مبنى في العاصمة السورية دمشق يستخدم كمقر إقامة لمستشارين عسكريين إيرانيين؛ ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وجاءت الضربة في أعقاب هجوم شنته إيران في وقت سابق من الأسبوع على ما قالت طهران إنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.
وقالت القيادة المركزية الأميركية أيضًا: إن مسلحين مدعومين من إيران أطلقوا عدة صواريخ باليستية يوم السبت في غرب العراق، مستهدفين قاعدة الأسد الجوية، وبينما تم اعتراض معظم الصواريخ، إلا أن بعضها أصاب القاعدة. ويجري تقييم عدد من الأفراد الأميركيين لإصابات الدماغ المؤلمة، كما أصيب جندي عراقي واحد على الأقل، وفقا لما جاء في منشور على موقع X.
هجمات الحوثي
وفي الوقت نفسه، يعطل مقاتلو الحوثي المسلحون من إيران في اليمن التجارة العالمية من خلال مهاجمة سفن الشحن التي تنقل البضائع عبر البحر الأحمر، على الرغم من الإجراءات العقابية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة. كما تتزايد الهجمات التي تشنها الجماعات المرتبطة بإيران على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
وأجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، وتانيا فاجون، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في سلوفينيا، مباحثات محورية بشأن الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط. وكان التركيز الأساسي لهذه المداولات هو الأزمة الإنسانية في غزة والحاجة الملحة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد كل من الشيخ عبدالله والسيدة فاجون على الحاجة الماسة إلى زيادة الجهود لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، مع التركيز على حماية المدنيين. وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء احتمال حدوث مزيد من التصعيد للأزمة الإنسانية في غزة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية. واتفقوا على أن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية القصوى.
مكافحة التطرف
وشدد الشيخ عبدالله على ضرورة التحرك العالمي للقضاء على التطرف وتخفيف التوترات ووقف العنف في المنطقة، وأكد أن الوضع الحالي يتطلب تشكيل جبهة موحدة ضد الأيديولوجيات المتطرفة، لضمان سلامة وأمن جميع شعوب المنطقة. وأضاف أنه يجب تعزيز المساعدات الإنسانية والطبية لسكان غزة للتخفيف من حدة الأزمة المتصاعدة.
تعزيز العلاقات الثنائية
كما تناول اللقاء أيضاً تعزيز العلاقات الإماراتية السلوفينية، وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن حرص دولة الإمارات على توسيع التعاون مع سلوفينيا في مختلف القطاعات لتحقيق الهدف المشترك لتحقيق تطلعات البلدين وشعبيهما. وقال إن هذا التعاون الموسع لن يفيد الدول على المستوى الكلي فحسب، بل سيكون له أيضا تأثير إيجابي على حياة مواطنيها.