إدارة ترامب تُرحل 100 إيراني في خطوة مثيرة للجدل بين واشنطن وطهران

إدارة ترامب تُرحل 100 إيراني في خطوة مثيرة للجدل بين واشنطن وطهران

إدارة ترامب تُرحل 100 إيراني في خطوة مثيرة للجدل بين واشنطن وطهران
ترامب

في خطوة وصفت بأنها من أكثر سياسات الترحيل صرامة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قامت الولايات المتحدة بترحيل مجموعة تضم حوالي 100 إيراني على متن طائرة خاصة أقلعت من ولاية لويزيانا، مساء الاثنين، متجهة إلى إيران عبر قطر، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأكد مسؤولون إيرانيون وأمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم حصولهم على تفويض للتصريح، أن عملية الترحيل تمت بعد أشهر من المفاوضات المعقدة بين الجانبين.

ترحيل رغم المخاطر الحقوقية

يمثل هذا القرار واحدة من أكثر المحاولات وضوحًا لإدارة ترامب في فرض سياسة إعادة المهاجرين إلى أوطانهم بغض النظر عن الظروف الحقوقية أو الإنسانية التي قد يتعرضون لها عند العودة.

سبق أن رحلت السلطات الأمريكية هذا العام مجموعة من الإيرانيين، بينهم من اعتنق المسيحية ويواجهون خطر الاضطهاد الديني في بلادهم، إلى دول مثل كوستاريكا وبنما. 

وقد أثارت هذه السياسة موجة من الدعاوى القضائية التي رفعتها جماعات مدافعة عن حقوق المهاجرين، محذرة من أن هذه الخطوات تنتهك القوانين الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين.

المهاجرون الإيرانيون


لم يتم الكشف فورًا عن هوية المرحّلين ولا عن الأسباب التي دفعتهم لمحاولة الهجرة إلى الولايات المتحدة. 

غير أن السنوات الأخيرة شهدت تزايدًا ملحوظًا في أعداد الإيرانيين الذين يصلون إلى الحدود الجنوبية الأمريكية ويعبرونها بطرق غير قانونية، كثير منهم يدعي الخوف من الاضطهاد السياسي أو الديني في وطنه. 

وتاريخيًا، وفرت الولايات المتحدة ملاذًا للعديد من الإيرانيين الفارين من القمع الذي يطال نشطاء حقوق المرأة والمعارضين السياسيين والصحفيين والمحامين والأقليات الدينية وأفراد مجتمع الميم.

عوائق دبلوماسية وسياسية

واجهت واشنطن صعوبات طويلة في تنفيذ عمليات الترحيل إلى إيران بسبب غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية وصعوبة الحصول على وثائق السفر اللازمة، الأمر الذي أجبر السلطات الأمريكية على إبقاء المهاجرين قيد الاحتجاز لفترات طويلة أو إطلاق سراحهم داخل الولايات المتحدة. 

لكن العام الماضي شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات الترحيل إلى إيران عبر رحلات تجارية، حيث تم ترحيل أكثر من عشرين شخصًا، وهو أكبر عدد منذ سنوات.

طبيعة المرحلين وردود الفعل

أكد مسؤولون إيرانيون، أن المجموعة المرحلة تضم رجالاً ونساءً وبعض الأزواج، موضحين أن بعضهم تطوع بالمغادرة بعد قضاء أشهر في مراكز الاحتجاز، فيما نُقل آخرون قسرًا رغم رفضهم.

وأشاروا إلى أن طلبات لجوء معظمهم رُفضت، بينما لم تتح لبعضهم فرصة المثول أمام قاضٍ للنظر في قضاياهم.

تعاون نادر بين واشنطن وطهران

رغم التوترات المزمنة بين البلدين، شكلت هذه العملية لحظة تعاون نادرة بين الولايات المتحدة وإيران، إذ أكدت مصادر دبلوماسية، أن وزارة الخارجية الإيرانية نسقت استقبال المرحلين وقدمت تطمينات بأنهم لن يواجهوا مشاكل أمنية أو قانونية عند عودتهم. 

ومع ذلك، سادت حالة من القلق بين المرحّلين الذين عبّر بعضهم عن شعور بالإحباط والخوف من المستقبل.

تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه إيران أزمة اقتصادية خانقة تشمل انهيارًا في قيمة العملة، وارتفاعًا حادًا في معدلات التضخم والبطالة، إضافة إلى انقطاعات متكررة في المياه والكهرباء.

 وتفاقمت هذه الأوضاع بعد عودة العقوبات الأممية التي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، وهو ما ينذر بمزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.