تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة لعب دور محوري في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف حدة النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

حيث أعلنت مؤخرًا عن نجاح وساطة جديدة أسفرت عن تبادل 300 أسير حرب بين الطرفين، بواقع 150 أسيرًا من كل جانب.

ويعد هذا التبادل الأحدث في سلسلة الوساطات الإماراتية التي لعبت دورًا رئيسيًا في الإفراج عن أسرى الحرب بين موسكو وكييف، في ظل استمرار النزاع المسلح بين البلدين.

وساطات متواصلة وجهود دبلوماسية فعالة

تأتي هذه الوساطة في سياق جهود إماراتية مستمرة تهدف إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية الناجمة عن النزاع، حيث ارتفع العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بوساطة أبوظبي إلى 2883 أسيرًا منذ بداية الحرب. وهو ما يعكس حجم الالتزام الإماراتي بتخفيف تداعيات النزاع الروسي– الأوكراني.

وبحسب بيان وزارة الخارجية الإماراتية، فإن عدد الوساطات الناجحة التي قادتها الإمارات بلغ 12 وساطة منذ مطلع عام 2024، ما يؤكد مدى نجاح الدبلوماسية الإماراتية في بناء الثقة بين الطرفين.

وتمثل هذه الوساطات جزءًا من نهج إماراتي شامل يسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي عبر أدوات الحوار والوساطة الفعالة.

إشادة دولية بدور الإمارات كوسيط محايد

ثمنت وزارة الخارجية الإماراتية تعاون روسيا وأوكرانيا في إنجاح جهود الوساطة وإتمام عملية تبادل الأسرى، مشيرةً أن هذا التعاون يعكس تقدير الطرفين لدور الإمارات كوسيط موثوق ومحايد.

كما أكدت الوزارة، أن أبوظبي تحظى بعلاقات متميزة مع كلا البلدين؛ مما يمنحها القدرة على لعب دور جسر للحوار بينهما، في وقت تتعثر فيه العديد من الوساطات الدولية الأخرى.

وتبرز الوساطة الإماراتية في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري بين موسكو وكييف، حيث فشلت جهود وساطة أخرى في تحقيق نتائج ملموسة.

وفي هذا السياق، تأتي التحركات الإماراتية كخطوة إيجابية تعكس أهمية دور الوسطاء الدوليين في تخفيف التوترات وإيجاد حلول إنسانية وسط صراع مستمر منذ أكثر من عامين.

التزام إماراتي بالسلام والتخفيف من الأزمة الإنسانية

أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، أن الإمارات ستواصل دعم كافة الجهود الدبلوماسية الساعية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا، مشيرةً أن الدور الإماراتي لا يقتصر فقط على جهود تبادل الأسرى، بل يشمل أيضًا مبادرات إنسانية واسعة النطاق تهدف إلى مساعدة اللاجئين والنازحين وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع.

وكانت الإمارات قد أرسلت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، تضمنت مساعدات غذائية وطبية وإغاثية، وذلك في إطار التزامها بمساعدة المتضررين من الحروب والصراعات.

 كما تعمل أبوظبي على تقديم دعم دبلوماسي مستمر لتعزيز فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع، عبر تشجيع الحوار بين الأطراف المعنية وإقامة قنوات تواصل فعالة بينها.

وتعكس هذه الوساطات الإماراتية نهجًا دبلوماسيًا متوازنًا يعتمد على الحوار والتفاوض كأداة رئيسية لحل النزاعات، وهو ما عزز مكانة الإمارات كوسيط دولي موثوق قادر على تحقيق تقدم ملموس في قضايا إنسانية وسياسية معقدة.

وفي ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تبرز الإمارات كنموذج للدبلوماسية الهادئة والبناءة، التي تسعى إلى تقديم حلول عملية تخفف من تداعيات النزاع وتفتح آفاقًا لفرص السلام، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى جهود الوساطة الفاعلة على الساحة الدولية.