الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد إيران.. ما التفاصيل؟
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد إيران
في ظل التوترات المتزايدة والتحديات الأمنية، تعزز الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيتها العقابية ضد إيران، مع إعلان وزيرة الخزانة الأمريكية عن جولة جديدة من العقوبات، تتجه الأنظار نحو تأثير هذه الإجراءات على الاقتصاد الإيراني والسياسة الدولية، في هذا التقرير، نستعرض الإجراءات الحالية ونستشرف ما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات.
*عقوبات جديدة*
أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها فرض دفعة جديدة من العقوبات على إيران، ردًا على هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل. وفقًا لتصريحات جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، فإن العقوبات المرتقبة، التي من المحتمل أن تستهدف القطاع النفطي الإيراني، ستُطبق خلال الأيام القليلة المقبلة. هذا ويدرس الجمهوريون في الكونغرس مجموعة من التشريعات المتعلقة بإيران.
*العقوبات الأمريكية الحالية*
تشير خدمة أبحاث الكونغرس إلى أن العقوبات الأمريكية القائمة تحظر تقريبًا كافة أنواع التجارة بين الولايات المتحدة وإيران، وتُجمد أصول الحكومة الإيرانية في الولايات المتحدة، وتمنع المساعدات الخارجية وصفقات الأسلحة الأمريكية.
وقد استهدفت العقوبات آلاف الأفراد والشركات، سواء الإيرانيين أو الأجانب، في محاولة للحد من نفوذ الحكومة الإيرانية وتغيير سياستها. وتغطي العقوبات مخاوف متعددة تشمل البرنامج النووي الإيراني، انتهاكات حقوق الإنسان، ودعم الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية.
*الخطوات المستقبلية*
بيتر هاريل، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، يرى أن الولايات المتحدة يمكنها تكثيف الضغط على إيران من خلال استهداف صادرات النفط الإيرانية والشركات الوهمية والممولين بشكل أكثر فعالية. ويُعتبر إشراك الاتحاد الأوروبي والحلفاء الغربيين في فرض عقوبات متعددة الأطراف على إيران خطوة حاسمة، نظرًا لأن العقوبات الحالية هي بالأساس إجراءات أمريكية. ويُذكر أن الرئيس السابق دونالد ترامب أعاد فرض العقوبات التي تم تخفيفها بموجب الاتفاق النووي الدولي عند انسحابه منه في 2018.
*تفكير الكونغرس*
زعماء الجمهوريين في مجلس النواب يتهمون الرئيس جو بايدن بالتقصير في تنفيذ الإجراءات الحالية ويعتزمون تقديم تشريعات لتشديد العقوبات على إيران.
تشمل هذه التشريعات زيادة رقابة الكونغرس على الإعفاءات من العقوبات، تشديد القيود على تصدير السلع والتكنولوجيا الأمريكية إلى إيران، وضمان عدم استغلال الإعفاءات الإنسانية لدعم الأنشطة الإرهابية أو انتشار أسلحة الدمار الشامل، وقد وافق مجلس النواب بأغلبية كبيرة على مشروع قانون يهدف إلى توسيع العقوبات على إيران والصين، ويُواجه مستقبلًا غامضًا في مجلس الشيوخ.
*فشل في التعامل*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: إن هناك بوادر مبكرة للخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، خاصة بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، ومن ثم فرض عقوبات على طهران حتى وصل إنتاج إيران من النفط قريبًا من الصفر، يصف العقوبات بأنها قطعت على إيران المياه والنور.
وأضاف فهمي في حديثه لـ"العرب مباشر"، هناك فشلاً في السياسة الأمريكية في التعامل مع إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط، يرى أن هذا الفشل الاستراتيجي هو السبب الرئيسي للحروب والأزمات المتتالية في المنطقة بأكملها.