ترامب يطرح خطة أمريكية من 21 بندًا لإنهاء الحرب في غزة ومستقبل ما بعد حماس
ترامب يطرح خطة أمريكية من 21 بندًا لإنهاء الحرب في غزة ومستقبل ما بعد حماس

قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، للقادة والمسؤولين العرب والمسلمين خطة مكونة من 21 بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة ووضع أسس لإدارة القطاع في مرحلة ما بعد حماس، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقد لاقت الخطة ترحيبًا من القادة المشاركين الذين اعتبروها فرصة حقيقية لوقف النزاع المستمر منذ شهور، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.
خطة أمريكية غير مسبوقة
تُعد هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب خطة أمريكية متكاملة لإنهاء الحرب في غزة. ففي اليوم التالي للاجتماع، أصدرت عدة دول بيانات تشيد بالمبادرة الأمريكية.
وأكد ترامب، خلال اللقاء، بحسب مصادر مطلعة، أن إنهاء الحرب بات أمرًا عاجلًا وضروريًا، محذرًا من أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.
من جانبه، قال ويتكوف: إن هناك أملًا كبيرًا في تحقيق اختراق سياسي خلال الأيام المقبلة، مشيرًا أن الخطة الأمريكية تطورت عن أفكار سابقة نوقشت خلال الأشهر الستة الأخيرة، واستندت في جانب منها إلى تصورات وضعها جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
أبرز المبادئ المطروحة
تشمل الخطة الأمريكية عدة محاور أساسية أبرزها:
إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى الفصائل المسلحة.
التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة.
وضع آلية حكم جديدة في غزة لا تضم حركة حماس.
تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين إلى جانب عناصر من دول عربية وإسلامية.
تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة في غزة وإعادة إعمار القطاع.
إشراك السلطة الفلسطينية في الإطار الإداري المقترح.
وطلب ترامب من القادة العرب والمسلمين دعم هذه المبادئ والانخراط في الخطة الخاصة بمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
شروط عربية لدعم الخطة
حضر الاجتماع ممثلون وقادة من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان.
ووفق مصادر مطلعة، طرح القادة العرب والمسلمون مجموعة شروط أساسية لدعم الخطة الأمريكية، من أبرزها:
التزام إسرائيل بعدم ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة.
عدم احتلال أي مناطق جديدة في القطاع.
وقف بناء المستوطنات في غزة.
احترام الوضع القائم في المسجد الأقصى ووقف الإجراءات التي تقوضه.
زيادة فورية في حجم المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع.
وأكدت مصادر أمريكية، أن ترامب أوضح للقادة العرب أنه لن يسمح لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما نشرته صحيفة بوليتيكو باعتباره تعهدًا رسميًا من جانبه.
تأييد عربي واسع للمبادرة
في ختام الاجتماع، أعرب القادة العرب والمسلمون عن دعمهم للمبادئ الأمريكية واستعدادهم للمشاركة في تنفيذ خطة ما بعد الحرب.
وأصدر قادة سبع دول عربية وإسلامية بيانًا مشتركًا، الأربعاء، أكدوا فيه التزامهم بالتعاون مع ترامب وأهمية قيادته لإنهاء الحرب وفتح آفاق سلام عادل ودائم.
كما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي بيانًا منفصلًا، أعرب فيه عن تقديره لجهود ترامب لوقف الحرب في غزة وسعيه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، واعتبر المقترحات الأمريكية أساسًا مهمًا يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة.
وقال أحد المسؤولين العرب المشاركين في الاجتماع: إن الخطة بدت جيدة جدًا، مضيفًا أن ترامب ملتزم بالفعل بإنهاء الحرب.
بينما أشار مسؤول عربي آخر، أن المشاركين خرجوا من الاجتماع بقدر كبير من التفاؤل، موضحًا أنها المرة الأولى التي يشعرون فيها بوجود خطة جدية على الطاولة.
خطوات لاحقة وتحركات أمريكية
يوم الأربعاء عقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث ويتكوف اجتماعًا متابعة مع وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن، بهدف تحويل المبادئ العامة التي طرحها ترامب إلى خطة مفصلة وقابلة للتنفيذ.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دراية عامة بالمبادئ الأمريكية، وأن مستشاره المقرب رون ديرمر أجرى مؤخرًا مباحثات حول هذا الموضوع مع كوشنر وبلير.
وأكد ترامب للقادة العرب، أن الخطوة المقبلة تتمثل في مناقشة الخطة مع نتنياهو في البيت الأبيض، يوم الاثنين المقبل، لضمان دعمه لها.
وأوضح مسؤول عربي، أن الإطار الأمريكي جيد لكنه بحاجة إلى مزيد من الصياغة بمشاركة الدول العربية، وبعد اكتماله سيكون على الولايات المتحدة إقناع نتنياهو به.