قطر تتعمد انتهاك اتفاق العلا.. وتهاجم السعودية عبر الجزيرة الإنجليزية
تواصل قطر الإخلال ببنود اتفاقية العلا وتقوم بمهاجمة السعودية
على الرغم من إعلان الدوحة التزامها بأصول وأسس المصالحة مع دول الرباعي العربي في قمة العلا، لم تتوقف الجزيرة القطرية عن ممارساتها العدوانية ضد جيرانها، واستمرت الإمارة الصغيرة في محاولات الهجوم على الدول العربية، لاسيما المملكة العربية السعودية.
وانتهجت الجزيرة أسلوب التناقضات في تغطيتها للقضايا الخاصة بجيرانها من الدول العربية، فأصبح البث باللغة العربية يسعى للمهادنة، بينما البث باللغة الإنجليزية والموجه لدول الغرب يسعى طيلة الوقت للهجوم على دول المنطقة، واستعداء الغرب عليهم.
سقطة قطرية جديدة
وبعد المصالحة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين مع دولة قطر بعد مقاطعة دامت لمدة 4 سنوات، تسارعت الجزيرة إلى الإشادة بالعمران السعودي، كانت النسخة الإنجليزية من القناة تساعد دول الغرب ضد المملكة بمحاولات لإعادة طرح قضية الصحفي الإخواني جمال خاشقجي.
وكانت آخر سقطات الجزيرة، هو ما نشره حساب النسخة الإنجليزية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مؤخرا، حيث نشرت الفنانة القطرية تغريدة للهجوم على الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، بزعم نقل ترجمة من صحيفة أمريكية حول قضية جمال هاشقجي.
وقالت التغريدة التي تم إلحاقها برابط لموضوع طويل عن وقائع تخص قصة خاشقجي، مستغلة الأمر في الهجوم على ولي العهد السعودي، في حين تنتهج النسخة العربية نهجا مغايرا ومحاولات للتقرب من المملكة وقياداتها.
تساؤلات حول الجزيرة
وعادة ما تثير تناقضات القناة القطرية انتقادات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي يفتح الباب للتساؤلات بشأن "المهنية" التي تزعمها قناة الجزيرة لنفسها.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتحرك فيها الجزيرة لمهاجمة السعودية ومحاولة استعداء الرأي العام العربي ضد دولة عربية، فعادة ما تتحرك تلك القناة وفقا للسياسة الخارجية القطرية، إذ إنها أداة رئيسية لتحقيق أهداف الدوحة، ومساعيها الخارجية.
وعادة ما يشن الإعلام القطري هجوما واسعا ضد السعودية والإمارات والبحرين، عبر برامج يسمونها وثائقية، بينما هي في حقيقتها مواد مفبركة يتم تخصيصها لمهاجمة الدول التي لا تتفق مع مواقف الدوحة السياسية، ليكون هذا البرنامج على سبيل المثال وكيل اتهامات تشغله الدوحة عبر شهادات لأشخاص معروفين بعدائهم لدول الخليج، علاوة على أنها عادة ما تتناول الأحداث وفق الرؤية القطرية الحالية، وهو ما يظهر إلى العامة في شكل تقارير كلما شعرت قطر أنها فشلت في مشروعها للتقارب مع السعودية.
هجمات مستمرة
ولم تكن هذه أول استعداءات قطر للسعودية، فقد عرضت قناة “الجزيرة” القطرية، الثلاثاء الماضي، في إحدى المرات قضية تخص أحداثاً وقعت بالحرم المكي في السعودية، ولم يتضح بشكل دقيق موضوع التحقيق، لكن لقطات الإعلان الترويجي أظهرت مشاهد قديمة وجديدة للحرم المكي، وصور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حين صعد على الكعبة المشرفة العام الماضي، والتي أحدثت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعادة ما يترافق هجوم الإعلام القطري ضد السعودية بحملة مماثلة ضد الإمارات، مع محاولة التحريض وبث الانقسام بين البلدين.
وفيما قبل وبعد "قمة العلا" والمصالحة، كانت قطر دائما ما تستخدم برنامج "ما خفي أعظم" لانتقاد دول الخليج، وهو أمر تلجأ إليه الدوحة كلما حاصرتها اتهامات حول تورطها في قضايا دعم الجماعات الإرهابية، كما حدث في يوليو الماضي عندما بثت حلقة بعنوان "كرسي الاعترافات المزعومة ووثيقة المجنسين والسيناريو المهلهل وتوقيت البث"، لمهاجمة السلطات البحرينية.
وجاء ذلك الهجوم، حينها، بالتزامن مع الكشف عن تورط قطر في دعم الخلية الإخوانية الإرهابية الهاربة من مصر، والتي تم ضبطها في الكويت.
وفي ذلك الوقت، أكد مصدر مسؤول في وزارة شؤون الإعلام البحرينية، أن أسلوب برنامج قناة الجزيرة القطرية "ما خفي أعظم"، والذي بثته عن البحرين يحث على الكراهية ويحرض على الفرقة وشق وحدة الصف الوطني.
منابر قطرية للهجوم
وبالرغم من المصالحة، والتزام الصف العربي بموقف التسامح والتلاحم، إلا أن قطر لم تبد تراجعا حقيقيا عن مواقفها وسياستها المناهضة للصف الخليجي، ولم تتراجع عن التحالف مع الدول المعادية للمنطقة العربية، مثل إيران وتركيا.
ولم تقتصر هجمات الدوحة الإعلامية ضد السعودية على المنابر التابعة لها مباشرة كالجزيرة ووسائل الإعلام والصحف المحلية، إلا أنها امتدت إلى الإعلام الأجنبي، الأمر الذي كشفت عنه وسائل إعلام دولية، إذ كشفت مجلة "كونسيرفيتف ريفيو" في وقت سابق عن أن أربعة من المحللين في شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية الأمريكية تقاضوا أموالا من قطر مقابل الدفاع عن قضاياها بشدة، ومهاجمة عددا من الدول، بينها السعودية بدفع من الدوحة.
نجل ترامب مصدوم
كما أبدى نجل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جونيور، صدمته عندما علم أن معلقين يعملون في قناة "سي.إن.إن" مرتبطون بالحكومة القطرية.
وكتب ترامب جونيور تغريدة عبر حسابه على تويتر، في ذلك الوقت، مؤكدا أنه مصدوم مما ورد في تقرير نشر على موقع مجلة "كونسيرفيتف ريفيو" أن عدداً من محللي شؤون الأمن القومي في قناة سي.إن.إن الإخبارية على علاقة غير معلنة مع "نظام قطر القمعي".