اضطرابات وغموض.. المشهد الليبي يعود إلى النقطة صفر.. ودبيبة يستخدم ميليشياته لتهديد الشارع
عاد المشهد السياسي الليبي إلى النقطة صفر ودبيبة يستخدم ميليشياته لتهديد الشارع
حالة من الاضطرابات والغموض الشديد تشهدها الساحة الليبية في الوقت الحالي الذى تقوم به إعلان المجموعات المسلحة المعروفة باسم "قوة العمليات المشتركة" الاستنفار والتعبئة القصوى، وهي التابعة لعبدالحميد الدبيبة، الأمر الذى أظهر حالة الشحن الداخلي في ليبيا، وسط تحذيرات دولية من الدخول في منزلق العنف والإرهاب.
ترقب وتحذير دولي
ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى التحذير من الانزلاق إلى العنف، داعية جميع الأطراف إلى "الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي لحدوث مواجهات مسلحة".
وقالت البعثة: إنها تتابع عن كثب "وبقلق" التقارير المتعلقة بحشد قوات وتحركات أرتال كبيرة للمجموعات المسلحة؛ ما أدى إلى زيادة التوتر في طرابلس وحولها، مؤكدة أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد، كما طالبت بالتعاون مع المستشارة الأممية ستيفاني وليامز "في مساعيها الحميدة للتوصل إلى سبيل للخروج من الانسداد السياسي الراهن عبر التفاوض، وضم مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند صوته إلى نداء البعثة.
وكتب نورلاند، عبر حسابه على "تويتر": "نحن نؤيد تماما رسالة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ونحث كلا الجانبين على اغتنام الفرصة لمتابعة حل سياسي بدلاً من المخاطرة بالتصعيد".
ووفق وسائل إعلام محلية، شهدت مناطق شرق وغرب طرابلس تحشيدات عسكرية من طرف مجموعات مسلحة موالية للحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا.
وتحاول هذه المجموعات الدخول إلى العاصمة الليبية لوضع الترتيبات لدخول الحكومة الجديدة واستلام المقار الحكومية.
اضطراب في حكومة باشاغا
وأدى فتحي باشاغا اليمين الدستورية أمام البرلمان الليبي رئيسا للحكومة الليبية بعد حصول حكومته على الثقة بعدد أصوات 97 صوتا، 89 حضوريا و8 أصوات إلكترونيا، من إجمالي 166 نائبا إجمالي عدد الأعضاء.
وتعرض عدد من الوزراء لاعتداء مسلح في مدينة مصراتة أثناء رحلتهم برا إلى مدينة طبرق حيث عقد مجلس النواب جلسته، لمنعهم من الالتحاق بالجلسة، وفقا لبيانات من مجلس النواب وباشاغا.
ويؤكد باشاغا أن حكومته ستمارس عملها وستتسلم السلطة في العاصمة طرابلس، وسيدرس كل الخيارات المتاحة التي ستمكنه من ذلك.
إلا أن الدبيبة المقال من البرلمان والمنتهية ولايته يرفض تسليم السلطة عاقدًا العزم على الاستمرار حتى إجراء انتخابات بحلول يونيو/حزيران المقبل، وسط تخوفات من أن يعيد مثل هذا الوضع البلد الإفريقي إلى الانقسام مرة أخرى.
اختطاف وزراء باشاغا
واتهم باشاغا، في كلمة مسجلة تلك القوة المسلحة بالتورط في حادث خطف وزيري الخارجية والثقافة في حكومته حافظ قدور، وصالحة التومي.
وقال: إن تلك القوة أقدمت على إيقاف "ضيوف مصراتة" وإطلاق النار عليهم، في إشارة إلى تلك الواقعة التي تعرض لها الوزراء في الأول من مارس الجاري، قبيل جلسة منح الثقة في مجلس النواب.
وأضاف: أن تلك المجموعة حصلت على 180 مليون دينار لتنفيذ هذا الهجوم، مشيرا إلى أنه اختار "وأد الفتنة" ولن يلاحق عناصرها أو قادتهم.
كما أكد رئيس الوزراء الجديد على عزمه دخول طرابلس خلال الأيام المقبلة بـ"قوة القانون"، محذرا من اللجوء إلى السلاح، وقد أسبق هذا التوجه، جولة في مدن بالمنطقة الغربية.
غموض في المشهد
يقول الدكتور محمد الزبيدي، المحلل السياسي الليبي، إن المشهد الليبي في الوقت الحالي يشهد حالة من الغموض وعدم وضوح الرؤية كاملا في ظل تمسك طرف مثل عبدالحميد الدبيبة بعدم الخروج من رئاسة الحكومة وتسلمها للحكومة الجديدة.
وأضاف المحلل الليبي لـ"العرب مباشر": أن استمرار لعب الميليشيات دورا في الموازين السياسية سيؤدي إلى صراعات كبيرة في الساحة الليبية، وعودة العنف والإرهاب مرة أخرى إلى المشهد، فلا بد أن يتم حل أي قضية سياسية باستخدام السياسة لا بالتهديد بالميليشيا الإرهابية.