مخاوف وتحذيرات وغضب شعبي.. هل يتم تأجيل الانتخابات الليبية المنتظرة؟
تتزايد المخاوف والتحذيرات مع الانتخابات الليبية المنتظرة
يبدو أن حلم الاستقرار واستعادة الأمن في ليبيا، بعيد بشدة، حيث توجد اتجاهات لتأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها هذا الشهر بنهاية ٢٠٢١، لتتمكن تركيا وقطر والإخوان من الاستمرار في استغلال الأوضاع المتدهورة بالبلاد والصراعات المسلحة.
تأجيل الانتخابات الليبية
وكشفت مصادر محلية عن وجود اتجاه كبير لتأجيل الانتخابات الليبية التي كانت مقرّرة في 24 ديسمبر الجاري، وهو ما بات أشبه بأمر محسوم.
وأضافت المصادر: مجلس النواب يدرس إمكانية تأجيل الانتخابات وتحديد موعد جديد لها، على أن تتحول حكومة الوحدة الوطنية إلى حكومة تصريف أعمال، ويستمر رئيس الحكومة ورئيس البرلمان في مزاولة أعمالهم.
وتابعت: إن المجلس الرئاسي الليبي يستعد لطرح مبادرة لإجراء الانتخابات خلال الأشهر القليلة المقبلة تفاديا لحدوث فراغ سياسي، حيث يمكن تأجيلها تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر على الأكثر.
الحكومة الجديدة
ومن المنتظر أن يعقد مجلس النواب يوم 27 ديسمبر جلسة ستكون برئاسة عقيلة صالح، لبحث المسار الجديد وتأجيل الانتخابات.
وأكدت المصادر أن جلسة برلمان ليبيا المقبلة يرأسها عقيلة صالح، وسيتم الإعلان عن حكومة جديدة، حيث ستكون مهام الحكومة الليبية المقبلة مقيدة ومحددة للتحضير للانتخابات.
وأشارت المصادر إلى أن مفوضية الانتخابات الليبية أرجعت تأجيل الانتخابات لعدم تفسير أحكام الطعون.
وكانت المفوضية أعلنت مطلع الشهر الجاري تأجيل نشر "القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة"، بسبب متطلبات فنية وقضائية لم توضح طبيعتها، بينما أعلن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، أن المفوضية "ليست لديها أي مشكلة فنية في إجراء الانتخابات بموعدها".
وبالأمس، أصدر عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية بيانا طالبوا فيه مفوضية الانتخابات بالإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين والكشف عن أسباب عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد.
غضب ليبي
وأثار الاتجاه نحو تأجيل الانتخابات، الغضب في الشارع الليبي، لتظهر عدة تحركات رافضة بين عدد من النشطاء والمرشحين للانتخابات في بنغازي.
وطالب النشطاء بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية، حيث حملوا بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة، مسؤولية تأجيل الانتخابات والدخول بالبلاد في حالة فراغ سياسي وفوضى، حسب وصفهم.
وأكد النشطاء أن المطالبين بالانتخابات سينظمون مظاهرات للمطالبة بإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، مشددين على ضرورة الالتزام بخارطة الطريق، لإنهاء حالة الانقسام السياسي، منددين بما وصفوه بمحاولة الالتفاف على إرادة الشعب الليبي.
تحذيرات فرنسية
فيما نشر موقع "جيوبوليتيك" الفرنسي تحذيرا من أن تأجيل الانتخابات الليبية التي كانت مقررة يوم 24 ديسمبر الجاري سيزيد الأمور تعقيداً في البلاد الغارقة بالأزمات أصلاً، كما سيعمق هوة الخلافات بين الأطراف.
وأضاف التقرير الفرنسي أن الشعب الليبي غارق منذ فترة بحالة من عدم اليقين والانقسامات، وغموض الأفق، كما أن خطوة التأجيل ستزيد الطين بلة، معتبرا أن الحدث مهم لأنه يتعلق بأول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، ولأنه أيضاً يمثل طريقا لتهدئة الوضع وحلا للخروج من الفوضى التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي.
بينما تتوقع وكالة "نوفا" الإيطالية أن تتكفل الدبلوماسية الأميركية المبعوثة السابقة للأمم المتحدة التي عينها الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا كمستشارة خاصة لليبيا، ستيفاني ويليامز، بدور الوساطة بين جميع الأطراف.