نيويور تايمز: غزة تقتنص قبلة حياة جديدة بحماية أطفالها من الشلل

نيويور تايمز: غزة تقتنص قبلة حياة جديدة بحماية أطفالها من الشلل

نيويور تايمز: غزة تقتنص قبلة حياة جديدة بحماية أطفالها من الشلل
شلل الأطفال

قالت منظمة الصحة العالمية، إن حملة تطعيم 640 ألف طفل في غزة ضد شلل الأطفال كانت أكثر نجاحاً من المتوقع حتى الآن حيث توافدت الأسر لتلقي العلاج، وفي ظل توقف القتال مؤقتًا في بعض المناطق، مُنحت غزة قبلة حياة جديدة، حسبما نقلت صحيفة "نيويور تايمز" الأمريكية.

جهود جديدة

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد قامت فرق من العاملين الصحيين بتسليم اللقاح الفموي المكون من قطرتين إلى 161030 طفلا في أول يومين من العملية التي استمرت حوالي 10 أيام، متجاوزة بذلك هدف المنظمة المتمثل في 150 ألف طفل للمرحلة الأولى من الحملة في وسط غزة.

وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين عبر رابط فيديو من غزة: "إن الأمور تسير على ما يرام"، واصفا أجواء "احتفالية تقريبًا" حيث ذهبت الأسر إلى مواقع محددة لتطعيم أطفالها.

وفي حين استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في أجزاء أخرى من غزة، وافقت إسرائيل على وقف القتال في مناطق محددة للسماح بحملة التطعيم، و"حتى الآن تعمل"، كما قال الدكتور بيبركورن.

وأضافت الصحيفة، أن فرق الصحة ستقوم بعد ذلك ببذل الجهود إلى جنوب غزة، حيث تعمل منظمة الصحة العالمية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أنها تحتاج إلى الوصول إلى 340 ألف طفل قبل التوجه إلى الشمال لتطعيم نحو 150 ألف طفل آخرين.

انفجار للأمراض المعدية

وتقول منظمة الصحة العالمية ووكالاتها الشريكة في غزة، إنها بحاجة إلى الوصول إلى 90 في المائة من الأطفال دون سن العاشرة لتجنب انتشار شلل الأطفال، حيث يعاني سكان غزة من انفجار الأمراض المعدية في ظل الظروف المكتظة وغير الصحية التي خلقتها الحرب وتدمير البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة.

وقالت منظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين، وهي منظمة إغاثة تدعم الجهود، في بيان يوم الثلاثاء، إن التحديات الرئيسية للحملة تشمل ضمان الوصول الآمن للعاملين الطبيين والحفاظ على اللقاحات مبردة في مواجهة انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، فضلاً عن عواقب الأضرار التي لحقت بالصرف الصحي والبنية التحتية للرعاية الصحية.

ويعتمد نجاح حملة التطعيم بشكل كبير على فترات التوقف المتقطعة في القتال في مناطق مختلفة من قطاع غزة، والتي وافقت عليها حماس وإسرائيل ويبدو أنهما تحترمانها. وتهدف فترات التوقف إلى السماح للأسر وعمال الإغاثة بالوصول بأمان إلى مواقع التطعيم بين الساعة 7:30 صباحًا و2 ظهرًا.

توقف القتال

قال محمد أبو حجر، وهو سائق يبلغ من العمر 41 عامًا وكان يحتمي في وسط غزة، حيث انطلقت الحملة، إنه أخذ طفليه لتلقي التطعيم لأن "إصابة الطفل بالمرض قد تؤدي إلى الموت، نظرًا لانهيار نظام الرعاية الصحية ونقص حاد في الإمدادات الطبية، لا يوجد خيار آخر".

وتابعت الصحيفة، أن حملة التطعيم جلبت معها نعمة أخرى لأبو حجر وهي التوقف المؤقت في القتال، والذي قال إنه تمكن خلاله من "التحرك بشكل مريح والشعور ببعض الطمأنينة" بأنه لن تكون هناك ضربات.

وقال مازن عبد الوهاب، وهو أب نازح لسبعة أطفال، إنه كان قلقًا على أطفاله منذ أن سمع لأول مرة أن الفيروس تم اكتشافه في مياه الصرف الصحي في غزة، لأنهم "يعيشون في مخيمات ، حيث تتبعنا مياه الصرف الصحي في كل مكان"، لقد أخذ أطفاله الثلاثة الأصغر سناً لتلقي التطعيم بمجرد بدء الحملة.

ومثله كمثل الآخرين في وسط غزة، قال عبد الوهاب، 36 عامًا، إن عائلته "تحاول الاستفادة" من توقف القتال خلال الأيام الأربعة للحملة في تلك المنطقة، لكنه ظل حذرًا لأنه لا يثق في التزام القوات الإسرائيلية بها.

وتابع: "كان علينا أن نتحمل هذه المخاطر لتطعيم أطفالنا وحمايتهم من الأمراض".

وأضافت الصحيفة، أنه بالنسبة للبعض، لم تقدم فترات التوقف الإنسانية سوى القليل من الراحة بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب الوحشية.

وقال محمد السبتي (32 عاما) الذي يقيم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة "الهدوء الذي يستمر خمس أو ست ساعات لا يعني شيئا. لا يوجد شيء اسمه أمان مؤقت طالما نعيش تحت الحصار والإرهاق والتعذيب".