رسائل تحذير أم استعراض للقوة.. الصين تجري تدريبات عسكرية في مضيق تايوان
رسائل تحذير أم استعراض للقوة.. الصين تجري تدريبات عسكرية في مضيق تايوان
أعلنت الصين أنها ستقوم بإجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في مضيق تايوان، اليوم الثلاثاء، في أحدث حلقة من سلسلة الأنشطة العسكرية التي أدت إلى زيادة التوترات في المنطقة.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذه التدريبات تأتي بعد أسبوع من إجراء الجيش الصيني لتمارين غير مسبوقة تهدف إلى استعراض القدرة المحتملة على فرض حصار على تايوان، كما أنها تأتي بعد مرور سفن حربية أمريكية وكندية عبر المضيق يوم الأحد، في ما وصفه متحدث عسكري صيني بأنه محاولة لـ"إثارة الضجيج" و"تقويض السلام والاستقرار".
تدريبات عسكرية
وتابعت الصحيفة الأمريكية، أنه من المتوقع أن تستمر التدريبات بالذخيرة الحية لمدة أربع ساعات حول جزيرة نيشوان، وهي أقرب نقطة بين الصين القارية وتايوان، وتقع على بعد حوالي 100 ميل من العاصمة التايوانية تايبيه.
كما تم تحديد موقع آخر شمالاً للتدريبات، وقد تم الإعلان عنها من قبل إدارة السلامة البحرية المحلية في فوزهو، المدينة الصينية التي تشرف على جزيرة نيشوان.
وأضافت أن تايوان بدت غير مبالية بشأن أهمية هذه التدريبات، حيث صرح رئيس وزراء تايوان، تشو جونغ تاي، للصحفيين في تايبيه بأن هذه التمارين تمثل تهديدًا بلا جدوى.
وقال: "بغض النظر عن حجم التدريبات، لا ينبغي أن تكون هناك مثل هذه العروض التي لا معنى لها بشكل متكرر أو بالقرب من تايوان، حيث تؤدي فقط إلى توترات مفاجئة وغير ضرورية"، مضيفًا أن الجيش التايواني سيكون مستعدًا، لكن لن يحدث شيء غير متوقع.
وفي بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني التايوانية، تم توجيه رسالة مشابهة، حيث اعتبرت التدريبات "جزءًا من التمارين الروتينية السنوية" للجيش الصيني، ومع ذلك، اعترفت الوزارة بأن الصين قد تستخدم هذه التدريبات لأغراض "ردع أو رسائل تحذير".
أسباب التدريبات
وأفادت الصحيفة، بأن الصين لم تقدم محددًا لتدريبات يوم الثلاثاء، لكن بكين تستخدم بانتظام تدريبات أصغر حجمًا للتعبير عن عدم رضاها عن التطورات المتعلقة بتايوان، ويُحتمل أن تكون هذه التدريبات ردًا على السفن الغربية، وفقًا لشو هسياو هوانغ، باحث في معهد الدفاع الوطني والأمن في تايوان، وهو مركز بحثي مدعوم من وزارة الدفاع التايوانية.
وقال هوانغ: "غالبًا ما تستخدم الصين هذه الأنواع من التدريبات الصغيرة كوسيلة مرنة جدًا للدعاية الخارجية".
عرضت بكين مشهدًا أكبر بكثير من عدم الرضا الأسبوع الماضي، ردًا على خطاب يوم الوطني للرئيس التايواني، لاي تشينغ تيه، حيث أرسلت عددًا قياسيًا من الطائرات الحربية الصينية عبر الحدود غير الرسمية بين الصين وتايوان.
كما انضمت قوارب خفر السواحل الصينية إلى السفن البحرية في محاصرة الجزيرة، وتم نشر حاملة طائرات صينية على الجبهة الشرقية لتايوان.
وصرح مسؤول تايواني، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الصين أطلقت صاروخين خلال تلك التدريبات.
كانت هذه التدريبات تهدف إلى إظهار كيفية محاولة الصين قطع الاتصال عن تايوان في حال غزوها، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها تقديم المساعدة لتايوان، كما تعهد الرئيس بايدن.
رسائل تحذير
وبحسب الصحيفة، تشير وتيرة التدريبات إلى أن الصين تقوم بتصعيد جهودها للتخويف، حيث أجرت القوات العسكرية الصينية تمرينين كبيرين منذ تولي "لاي" منصبه في مايو، وهو نفس العدد الذي تم إجراؤه خلال السنوات الثماني الماضية.
لطالما نبذت بكين لاي، متهمة إياه بالدعوة إلى استقلال تايوان، على الرغم من أن مؤيدي "لاي" يقولون إنه يسعى إلى الحكم الذاتي دون الدعوة إلى الاستقلال الصريح.
وتشكل التدريبات جزءًا من حملة ضغط نمت في السنوات الأخيرة، حيث تطير الطائرات الصينية بشكل منتظم في الأجواء القريبة من تايوان، مختبرة دفاعات الجزيرة، كما أن تزايد مثل هذه الانتهاكات يزيد من خطر وقوع صراع، سواء كان عرضيًا أو غيره، قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة.
التحركات العسكرية الغربية
وأضافت الصحيفة، أنه بعد حوالي أسبوع من انتهاء التدريبات التي أجرتها بكين، عبرت السفن الحربية الأمريكية والكندية مضيق تايوان.
وقال الأسطول السابع للبحرية الأمريكية، الذي يشرف على السفينة الأمريكية، في بيان، إن المرور كان روتينيًا، عبر مياه تتجاوز المياه الإقليمية لأي دولة، و"يظهر التزام الولايات المتحدة وكندا بدعم حرية الملاحة لجميع الأمم".
توترات كبرى
في هذا الصدد، يقول الدكتور محمد ربيع الديهي الخبير في الشئون الآسيوية: إن كل المؤشرات تدل بالفعل على أن بكين تنوي السيطرة على تايوان التي تعتبرها جزء من أراضيها، وتخشى التحريض الأميركي للتايوانيين باتجاه الانفصال.
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، تظهر تخوفات جلية من تزايد حدة التوترات والتي قد تؤدي إلى حرب بالمنطقة، خاصة مع انشغال الولايات المتحدة وحلفائها بالحرب الروسية الأوكرانية و التوترات في منطقة الشرق الأوسط والدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.
وتابع: أنه تزايدت حدة التوترات بين كل من تايوان والصين في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد أن طوقت الأخيرة تايوان بقوات بحرية في 6 تشكيلات مختلفة، وذلك ضمن مناورات بحرية جوية صينية.