مصالحة بعد سنوات بين الرياض وطهران، كانت سبباً في هدوء المنطقة بشكل واضح، حيث تعهدت إيران خلال المصالحة التي تمت برعاية صينية بأن لا تتدخل في الشؤون الخليجية الداخلية أو تدعم الميليشيات الإرهابية.

تأثير  المصالحة على الصراع الخليجي الإيراني حول حقل الدرّة، أصبح الآن شيئاً ملموساً خاصة أن إيران تحاول استغلال الحقل لصالحها.

حقل الدرّة ملك للخليج
 
في أكتوبر 2022، وقبيل المصالحة عقدت المملكة العربية السعودية وإيران أول محادثات رفيعة المستوى منذ أكثر من عقد، وناقش الجانبان قضية حقل الدرّة بالإضافة إلى قضايا إقليمية أخرى، وأوجدت عودة العلاقات أجواء أكثر ملاءمة للمفاوضات، وكانت هناك بعض المؤشرات الإيجابية على استعداد البلدين للعمل معًا لحل النزاع.

وبعد محاولات إيران للتدخل في حقل الدرّة، جاء بيان من السعودية، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية قالت من خلاله: إشارةً لما تم تداوله حول حقل الدرّة، فقد أوضح مصدر مطلع في وزارة الخارجية لوكالة الأنباء السعودية أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرّة بكامله، هي ملكية مشتركة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروات في تلك المنطقة".

وتابع البيان: "أضاف المصدر أن المملكة تجدد دعواتها السابقة للجانب الإيراني للبدء في مفاوضات لترسيم الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة بين المملكة والكويت كطرفٍ تفاوضيٍ واحد مقابل الجانب الإيراني، وفقاً لأحكام القانون الدولي".
السيناريوهات المحتملة للصراع حول الحقل
 
والسيناريوهات المحتملة للصراع الخليجي الإيراني على حقل غاز الدرّة كانت عبارة عن مفاوضات تؤدي إلى تسوية، وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً، وسيشمل دول الخليج وإيران الجلوس والعمل على حل مقبول للطرفين.

وفي السيناريو الثاني تستخدم إيران حقل الدرّة كورقة ضغط في مفاوضاتها مع المملكة العربية السعودية، هذا هو السيناريو الأكثر احتمالا، حيث إن إيران لديها تاريخ في استخدام مواردها من النفط والغاز كورقة مساومة.

والسيناريو الثالث أن يصبح الصراع دون حلول، هذا هو السيناريو الأقل احتمالا، لكنه لا يزال ممكنًا، إذا لم تتمكن الدول من التوصل إلى اتفاق، فقد يظل الصراع دون حل لسنوات عديدة، أو قد يتصاعد إلى صراع عسكري.

وهناك السيناريو الرابع الذي يشهد تصاعد الصراع إلى صراع عسكري. هذا هو السيناريو الأقل احتمالا، لكنه ليس مستحيلا. إذا كانت الدول المتنازعة غير قادرة على التوصل إلى اتفاق، فإذا تصاعد الصراع إلى صراع عسكري، سيكون هذا تطورا خطيرا للغاية، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على استقرار المنطقة.

وحقل الدرّة  للغاز هو حقل غاز مشترك في المنطقة المغمورة بين المملكة العربية السعودية والكويت، وكانت إيران تنازع للحصول على جزء منه، وذلك لموقعه الحدودي، ويعد الحقل مخزناً منتظراً لإنتاج الغاز، إلا أن موقعه الذي يقع في منطقة حدودية عطل إنتاجه منذ تاريخ استكشافه في ستينيات القرن العشرين، وفي 21 مارس 2022، وقّعت الكويت والسعودية اتفاقية لتطوير الحقل بقدرة تصل إلى مليار قدم مكعب و84 ألف برميل من المكثفات يوميا.