ما دلالات زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى تركيا؟
أعلنت وسائل إعلام عن زيارة مرتقبة لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلي تركيا
تحولات جذرية تشهدها المنطقة في ظل التنازلات التي يقدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل التقارب مع الإمارات ، ومحاولة فتح علاقات قوية بين البلدين في ظل الخسائر التركية التي شهدتها على مدار ١٠ سنوات الماضية، حيث كشفت وسائل إعلام تركية عن زيارة مرتقبة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا للمرة الأولى منذ 10 سنوات، يلتقي خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، لبحث العديد من القضايا المختلفة والتعاون بين البلدين.
تفاصيل الزيارة
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الشيخ محمد بن زايد سيبحث من الرئيس التركي قضايا اقتصادية، إضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وفي مجال الاقتصاد الذي يعد أهم عنصر في حقيبة ابن زايد، ستفتح الإمارات طريقا تجاريا إلى تركيا.
ويري المراقبون أن هذه الزيارة تأتي في وقت يقدم فيه الرئيس التركي العديد من التنازلات لفتح العديد من العلاقات المختلفة بين تركيا والعديد من الدول وعلى رأسها الإمارات، وذلك بعد سنوات من التنافس الإقليمي والتصريحات العدائية التي كانت تصدر من الجانب التركي ضد العديد من الدول.
بداية العلاقات
بدأ التقارب التركي مع الإمارات، في شهر سبتمبر الماضي ، بعد إجراء مكالمة هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد سنوات من العداء بين القوتين الإقليميتين تركيا والإمارات، تلاها زيارة من وفد رفيع المستوى من الإمارات لتركيا.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهدت العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، توترا ملحوظا على خلفية المقاطعة الخليجية لقطر في 5 يونيو 2017، والتي انتهت بتوقيع بيان العلا في السعودية مطلع العام الحالي.
تنازُلات تركيا
يقول الباحث المتخصص في الشؤون العربية الدكتور حامد فارس، إن أنقرة تسعى دائما لتقديم العديد من التنازلات مع كل الدول نتيجة لما خسرته تركيا ونظامها من رعاية جماعة الإخوان الإرهابية على مدار الفترة الماضية، وهو ما يظهر أن النظام التركي أصبح خائفًا ويسعى بشتى الطرق إلى إعادة تلك العلاقات مع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين وغيرها من الدول التي كانت في أزمة كبيرة مع تركيا.
وأضاف الباحث المتخصص في الشؤون العربية لـ"العرب مباشر"، أن العلاقات التركية مع الإمارات ستكون مشروطة وأتوقع أن الإمارات لم تدخل في العلاقات مع تركيا إلا إذا أكدت تركيا على عدم دعمها للإرهاب والتدخلات في شؤون الدول المختلفة.
خسائر أردوغان
فيما قال محمد آل زلفة، البرلماني السعودي السابق إن خسائر أردوغان الاقتصادية والسياسية خلال العشر سنوات الماضية، جعلته يبدأ مجددا في فتح العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسها الإمارات والسعودية، لما عانت منه تركيا من خسائر مستمرة في الاقتصاد التركي.
وأضاف البرلماني السعودي السابق في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" أن الزيارة المرتقبة للشيخ محمد بن زايد هي خطوة لاستكمال العلاقات بين تركيا والإمارات، وخاصة في ظل دعوة أردوغان لذلك، مؤكدا أن هذه الزيارة ستكون ضربة قاضية لكل بقايا الجماعات الإرهابية التي ترعاها تركيا، وأتوقع أن تلك الزيارة ستناقش تدخلات تركيا في شؤون الدول.
وتابع أن تركيا في الفترة الحالية تعاني من أزمات عديدة داخلية وسببها الرئيسي هو أن تركيا الآن هي من تبحث في فتح العلاقات مع الدول العربية وخاصة دول الرباعي، وذلك نظرا لتنعت تركيا ودعمها لقطر في الفترات الماضية وفي ظل الخلافات العربية مع قطر.