ما وراء الخلاف القطري الإخواني.. لماذا تخلت الدوحة عن دعمها للجماعة؟
تخلت الدوحة عن دعمها للجماعة
أثار رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم غضب عناصر جماعة الإخوان بعد تصريحاته الأخيرة، والتي هاجمهم فيها مؤكدا أنهم لا يصلحون لشيء.
ويرى مراقبون أن تصريحات بن جاسم تعكس كيفية استخدام قطر للجماعة لتنفيذ مخططاتها في المنطقة خلال فترة الربيع العربي، والتخلي عنهم بعد فشل هذه المخططات وقرار الحكومة بالعودة للعرب وإبرام المصالحة مع الرباعي العربي.
مخططات قطرية
منذ عام 2011 واشتعال الثورات في البلدان العربية وعلى رأسها مصر وتونس وليبيا، سعت قطر لتعزيز حكم الإخوان لتنفيذ مخططها المتطرف.
وبعد الرفض الشعبي العربي لحكم الإخوان في مصر وتونس والسودان وفشل الجماعة في تحقيق أي نجاحات في ليبيا وسوريا، لم يكن أمام قطر سوى العودة للعرب خوفا من العزلة الإقليمية.
وفي عام 2014، وخلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اعترف بالدعم القطري لجماعة الإخوان والإسلاميين في الشرق الأوسط، واصفا إياهم بالقوة التي لا يستهان بها ولا يمكن لقطر تجاهلها.
وفي عام 2016، دافع بن جاسم عن الدعم القطري للإخوان، مدعيا أن بلاده تدعم اختيارات الشعوب وليس جماعات بعينها.
وبدأت قطر في التقرب للرباعي العربي مرة أخرى وتعهدت بالتخلي عن قيادات الإخوان وترحيل قيادات الصف الأول والثاني.
وظلت جماعة الإخوان صامتة على الممارسات القطرية، خوفا من انهيار الجماعة التي تعاني من الانقسامات والخلافات الداخلية.
غضب إخواني
وكانت تصريحات بن جاسم الأخيرة في برنامج "الصندوق الأسود"، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث كشفت عن الخلافات الكبرى بين الجماعة وقطر.
وقال بن جاسم إن الدوحة نصحت الإخوان بعدم الترشح للرئاسة في مصر، بسبب عدم قدرتهم على إدارة "دكان" وليس دولة بحجم مصر.
وقال أحد عناصر جماعة الإخوان إن بن جاسم هو لسان الحكومة والنظام القطري، وتصريحاته تكشف عن تخلي قطر عن الجماعة.
كما قال آخر إن الجماعة لم تتغير وهي بالفعل غير قادرة على إدارة دولة، فلماذا منحتها قطر هذه الأموال الطائلة للعودة إلى الحكم في مصر؟.