ناهد تقوي.. جريمة جديدة تكشف وحشيَّة النظام الإيراني
ترتكب إيران جرائم يحق المسجونة ناهد تقوي
خلف القضبان الإيرانية، معاناة وأزمات ضخمة متأججة، لم تقتصر على سوء المعاملة والانتهاكات الجسيمة والموت والتعذيب، بين المواطنين والأجانب، لتتفاقم معاناتهم دون أي استجابة أو تحسين بالأوضاع.
من هي ناهد تقوي؟
ومن بين أصحاب تلك المعاناة المستمرة، هي ناهد تقوي، ٦٧ عامًا، الألمانية من أصل إيراني، التي تعاني من معاملة غير إنسانية بعد محاكمة غير عادلة، حيث ما زال النظام الإيراني يعتقل الأجانب كرهائن، وتستغلها كأوراق ضغط في التعامل مع الدول الأجنبية.
كانت تعيش ناهد تقوي، الألمانية الإيرانية في كولونيا غربي برلين، منذ عام 1983، وحصلت على الجنسية الألمانية منذ عام 2003، ودرست الهندسة المعمارية في فلورنسا، حيث تنقلت بين ألمانيا وإيران منذ 15 عاما، وأصبحت ناشطة في مجال حقوق المرأة.
وخلال سفرها إلى إيران في أكتوبر 2020، تم اعتقالها في شقتها بطهران بزعم "تعريضها الأمن للخطر"، وفي نهاية مارس الماضي، تم نقلها من الحبس الانفرادي في سجن إيفين سيئ السمعة في إيران إلى جناح النساء، بعد أن قضت 155 يومًا في زنزانة انفرادية بدون سرير، وبدون وسائد، تحت المراقبة على مدار الساعة.
معاناة المسنة الألمانية
وكشفت مريم كلارين، ابنة تقوي، في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية، أن والدتها معتقلة، قائلة: "لقد كانت سنة صعبة للغاية.. أشعر وكأنني استيقظت للتو بعد نوم لمدة عام".
وقالت كلارين إن والدتها قضت سبعة أشهر في الحبس الانفرادي، قبل أن تخضع لمحاكمة غير عادلة، مشيرة إلى أنها تعاني من عدة أمراض ولكنها لم تتلقَّ أي رعاية طبية.
جحيم سجون إيران
ولذلك أجرت عدة محاولات لإخراجها من السجن الذي وصفته بالجحيم دون أن تتمكن من ذلك، حيث قالت ابنتها: "بذلت أنا وعمي الذي يعيش في إيران كل ما في وسعنا لإطلاق سراح تقوي بكفالة.. وبعد عملية معقدة، طلب منا دفع 70 ألف يورو كفالة مقابل إطلاق سراحها".
وتابعت: "قمنا بتنظيم كل شيء حول المكان الذي ستقيم فيه والدتي والمكان الذي ستحصل فيه على العلاج الطبي المطلوب بشكل عاجل، لدرجة أن والدتها "حزمت أغراضها أيضًا وكانت تشعر بسعادة غامرة.. ولكن بعد ذلك جاءت خيبة الأمل الكبيرة، فلم يتم الإفراج عنها في النهاية، نحن لا نعرف لماذا لم يتم الإفراج عنها.. إنه أمر لا يطاق وغير إنساني ومؤلم للغاية ".
وقالت الابنة: "أسأل نفسي أحيانًا ما الذي يجب أن يحدث؟ هل يجب أن تموت أمي؟ ما الذي يجب أن يحدث قبل أن يتوقف هؤلاء عن ما يفعلونه"، مضيفة "في رأيي، هذه وسيلة لممارسة الضغط على ألمانيا.. إيران تقول لبرلين: انظروا ما نحن مستعدون لفعله".
معاناة ناهد تقوي، لم تقتصر على مساعي الخروج التي باءت بالفشل، أو غياب الرعاية الطبية، ولكنها أيضا حجب عنها إجراء أي اتصال بعائلتها إلا بعد مرور ٥ أشهر في الحبس الانفرادي، كما لم يُسمح لها بالخروج إلا لمدة 30 دقيقة في اليوم معصوبة العينين.
منع الحق في الدفاع
ووصلت الانتهاكات الجسيمة والمعاملة غير الإنسانية في إيران، إلى أنه مع بداية محاكمة تقوي، في 11 مايو، حجب عنها الحق في الدفاع، حيث لم تسمح السلطات لها حتى بأن يدافع عنها محامٍ، ولذلك في 4 أغسطس الماضي، حُكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات وثمانية أشهر، باتهامات مزعومة بشأن عضويتها في جماعة محظورة والدعاية ضد النظام.
وفي غضون ذلك، وتحديدا في يونيو الماضي، أصدر البوندستاغ الألماني قرارًا يحث الحكومة الفيدرالية على وضع "حقوق الإنسان في صميم السياسة الإيرانية"، و"العمل من أجل الإفراج الفوري عن جميع المواطنين الألمان المحتجزين دون سند قانوني"، حيث تضمن القرار أنه "يجب أن توضح الحكومة لإيران أن حقوق الإنسان هي الحاجز غير القابل للتفاوض".
وتعليقا على معاناة ناهد تقوي، أكدت وزارة الخارجية الفيدرالية لصحيفة "بيلد" كونها بذلت جهودا مكثفة خلال العام الماضي وعلى مستويات مختلفة من أجل إخراج تقوي وستواصل القيام بذلك.
وطالبة نجلة الألمانية الإيرانية المعتقلة الحكومة الجديدة بأن جهودًا أكبر للإفراج عن والدتها واستخدام النفوذ السياسي، وقبل كل شيء رسم خط أحمر عندما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.