من هو أبو رقية.. سقوط قيادي داعش في قبضة الجيش المالي؟
من هو أبو رقية.. سقوط قيادي داعش في قبضة الجيش المالي؟
في ضربة وصفت بأنها من أقوى العمليات العسكرية في المنطقة، تمكن الجيش المالي من اعتقال أحمد أغ ديتا، المعروف بـ"أبو رقية"، أحد أبرز قادة تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى".
العملية، التي جرت على الحدود مع النيجر، لم تقتصر على اعتقاله فحسب، بل أسفرت أيضًا عن مقتل عدد من معاونيه، ما يعكس تصاعد الحرب ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار الساحل الإفريقي.
من هو أحمد أغ ديتا.. الرجل المحوري؟
أحمد أغ ديتا، الملقب بـ"أبو رقية"، ليس مجرد قيادي في تنظيم "داعش"، بل يمثل حلقة وصل رئيسية في شبكات التمويل والتخطيط اللوجستي للتنظيم.
بفضل شبكة علاقاته الواسعة، لعب دورًا رئيسيًا في توطيد نفوذ داعش في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المنطقة التي تعرف باسم "ليبتاغو غورما".
وتولى أغ ديتا مسؤولية إدارة الأموال التي تصل للتنظيم من مصادر خارجية، وجمع "الضرائب" المفروضة على السكان في المناطق التي يسيطر عليها داعش، ما جعله ركيزة أساسية لتمويل الأنشطة الإرهابية.
لم يكن دوره يقتصر على التمويل فقط، بل كان يشرف على تعزيز العلاقات مع السكان المحليين؛ مما ساهم في ترسيخ هيمنة التنظيم على المناطق الحيوية.
العملية العسكرية.. الدقة والتخطيط
تمت العملية في محافظة "ميناكا" شمال شرقي مالي، بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، ونفذ الجيش المالي عملية معقدة استهدفت موقع أغ ديتا ومعاونيه، وأسفرت عن مقتلهما، ورغم عدم تأكيد مشاركة قوات "فاغنر" الروسية، أشادت المصادر بدقة العملية التي نجحت في اعتقال القيادي دون خسائر تذكر.
كما وصفت مصادر أمنية اعتقال أغ ديتا بأنه "ضربة قاسية" لتنظيم داعش، حيث من المتوقع أن يؤدي إلى تفكيك شبكات التمويل والاتصال الخاصة بالتنظيم، وتشير التحليلات إلى أن هذا الاعتقال سيضعف قدرة داعش على تنفيذ العمليات الإرهابية في المنطقة ويحد من نفوذها المتنامي في غرب إفريقيا.
في الوقت الذي احتفى فيه الجيش المالي بهذا الإنجاز، شهدت مدينة "سيغو" وسط البلاد هجومًا داميًا نفذه مسلحون مجهولون، أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية؛ مما يعكس استمرار التحديات الأمنية في البلاد.
ومنذ أكثر من عقد، تخوض مالي حربًا ضروسًا ضد التنظيمات الإرهابية، سواء تلك التابعة للقاعدة أو لداعش. ورغم الجهود العسكرية المبذولة لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي، فإن هذه الحرب خلفت عشرات الآلاف من القتلى، ودفعت بمئات الآلاف للنزوح، تاركة البلاد في مواجهة أزمة سياسية وأمنية خانقة.
ويشكل اعتقال "أبو رقية" علامة فارقة في الحرب ضد الإرهاب في مالي، إلا أن الطريق ما يزال طويلاً أمام الجيش المالي لتحقيق الاستقرار الكامل.