لماذا يرى المراقبون السلام في أوكرانيا بعيد المنال؟
يرى المراقبون السلام في أوكرانيا بعيد المنال
اجتمع مستشارو الأمن القومي من 83 دولة في مدينة دافوس السويسرية، عشية المنتدى الاقتصادي العالمي، لمناقشة خطة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط والتي تحدد شروط كييف لإنهاء الحرب مع روسيا.
وهذا هو التجمع الرابع من نوعه الذي تنظمه أوكرانيا حول خطة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، التي تدعو إلى انسحاب روسيا الكامل من جميع الأراضي الأوكرانية.
وشارك في الاجتماع 83 وفدا، بما في ذلك 18 من آسيا و12 من إفريقيا، وهو عدد أكبر بكثير من الـ65 التي حضرت الجولة الأخيرة من المحادثات في مالطا في أكتوبر الماضي، وعقد اجتماعان سابقان، أحدهما في كوبنهاجن والآخر في جدة.
المشاركون في محادثات السلام
وشارك في المحادثات ممثلو الأمن القومي من الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل والهند والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا. وتشكل هذه الدول، إلى جانب الصين وروسيا، جزءًا من تحالف البريكس.
وأشاد وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس، الذي يشارك في استضافة المحادثات في دافوس بالمشاركين، مضيفا أنهم يمكن أن يلعبوا دورا مهما في المحادثات.
وأضاف: "إن مشاركة تحالف البريكس مهمة للغاية لأن هذه الدول لها علاقة بروسيا... كل هذا يمكن أن يخلق هذه الحركة الجماعية لجلب دول بعيدة عن الصراع ولكن يمكن أن تلعب دورا في التأثير على الصين وروسيا".
غياب الصين
لكن كاسيس أشار إلى غياب الصين عن المحادثات بقوله: "تلعب الصين دورًا مهمًا". وأضاف في تصريحات للصحفيين أثناء المحادثات: "يجب أن نجد طرقًا للعمل مع الصين في هذا الشأن".
وأشاد رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية، أندريه ييرماك، بالمشاركة المتزايدة لدول الجنوب العالمي في جهود السلام في أوكرانيا، وكرر تصريحات كاسيس بشأن أهمية أن تكون الصين جزءا من المناقشات حول عملية "صيغة السلام".
خطة زيلينسكي
ليس من الواضح ما إذا كان المشاركون في مجموعة البريكس يوافقون على خطة السلام التي طرحها زيلينسكي والتي تدعو إلى انسحاب روسيا الكامل من الأراضي الأوكرانية، ومحاسبة روسيا عن جرائم الحرب وعودة الآلاف من الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا.
وتسيطر روسيا، التي لم تتم دعوتها إلى الاجتماع، على ما يقل قليلاً عن خمس الأراضي الأوكرانية. ورفضت "صيغة السلام" التي طرحتها كييف ووصفتها بأنها سخيفة لأن أوكرانيا تهدف إلى إيجاد السلام دون مشاركة موسكو، حسب تقرير "صوت أميركا".
وقال رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، الأحد، إنه من غير المرجح أن يتحقق السلام بين أوكرانيا وروسيا حتى مايو 2025 على الأقل.
وقال ديريباسكا في منشور على تطبيق تيليغرام: "من المؤسف أن الحديث البنّاء عن الوضع في أوكرانيا لن يحدث، لن يكون هناك وفد روسي".
وقال يرماك في مؤتمر صحفي: إن أوكرانيا لن تقبل أي شيء أقل من انسحاب روسيا الكامل من جميع الأراضي الأوكرانية.
حل وسط
وقال: إنه لم يطلب أي حلفاء من أوكرانيا على الإطلاق تقديم أي حل وسط "وهو ما يعرفون أنه غير مقبول بالنسبة لنا"، وأنها لن تقبل أبدا "صراعا مجمدا".
وأضاف: "بالنسبة لجميع الأوكرانيين، أهم شيء هو الفوز في هذه الحرب".
وفي وقت سابق، قال يرماك، في بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية، إن وقفًا بسيطًا لإطلاق النار لن ينهي "عدوان" روسيا على أوكرانيا "إنه بالتأكيد ليس الطريق إلى السلام. الروس لا يريدون السلام. وقال: "إنهم يريدون الهيمنة".
ورداً على سؤال عما إذا كان زيلينسكي، الذي لم يكن حاضرا في اجتماع دافوس يوم الأحد، سيجتمع مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، الذي سيرأس وفدا في المنتدى الاقتصادي العالمي في المدينة السويسرية هذا الأسبوع، قال يرماك: "دعونا نرى"، ولم يكن قد اطلع على جدول الأعمال النهائي للرئيس الأوكراني.
وقال كاسيس: إن زيلينسكي سيلقي كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الثلاثاء في محاولة لمواصلة التركيز الدولي على الدفاع عن أوكرانيا وسط تآكل الدعم لكييف في الغرب.
وكتب مكتب الرئيس على تليغرام أن زيلينسكي سيتوجه إلى برن بسويسرا يوم الاثنين حيث سيلتقي برئيسي مجلسي البرلمان وزعماء الحزب والرئيس السويسري.
وذكرت "بلومبيرغ" أن الرئيس الأوكراني سيجتمع أيضًا مع الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان تشيس جيمي ديمون هذا الأسبوع خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ومن المتوقع أن يضع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء رئيسيون في الشرق الأوسط إنهاء الحربين في أوكرانيا وغزة على رأس جدول أعمالهم خلال المنتدى الذي يبدأ يوم الاثنين.
سلام بعيد المنال
وقالت وزارة الخارجية السويسرية في بيان استعرض الاجتماعات في دافوس: "الحرب في أوكرانيا لم تنتهِ بعد، ولا يزال السلام بعيد المنال في الأفق".