هل سينجح مؤتمر القوى السياسية السودانية في مصر لحل الأزمة في الخرطوم؟.. التفاصيل الكاملة
انطلق مؤتمر القوى السياسية السودانية في مصر لحل الأزمة في الخرطوم
انطلق بالعاصمة المصرية القاهرة، السبت، مؤتمر يجمع فرقاء السودان لمناقشة وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية والتحضير للمسار السياسي. المؤتمر شمل جلسات متوازية إلى رؤى القوى المدنية والسياسية بشأن التداعيات السلبية للصراع الراهن في السودان، وسبل معالجته، وطبيعة الاحتياجات المطلوبة للمتضررين، وكذلك إلقاء الضوء على محددات الحوار السياسي السوداني-السوداني".
وجهت وزارة الخارجية في مصر الدعوة إلى "أكثر من 50 من قيادات القوى السياسية والمدنية والمجتمعية وشخصيات قومية ورجال دين وإدارات أهلية، وتجاوزت الدعوة التيار الإسلامي.
أوضاع صعبة".
وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، قال بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج إنه ليس خافيًا على الجميع خطورة الأزمة السودانية وتداعياتها الباهظة، لافتًا أن التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية في السودان يتطلب العمل الفوري لوقف الأعمال العسكرية.
وطالب عبدالعاطي أطراف المجتمع الدولي كافة بالوفاء بتعهداتهم تجاه السودان التي أعلنت عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد خلال شهر يونيو 2023 في جنيف، وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل 2024 لسد الفجوة التمويلية القائمة، والتي تناهز 75 ٪ من إجمالي الاحتياجات.
وأشار إلى أن الأزمة تسببت في نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية؛ ما أدى إلى تداعيات صحية كارثية، مشيدًا بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من الأشقاء السودانيين، وشاركت مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي بالغ الصعوبة.
حل الأزمات
يقول الكاتب المتخصص في شئون الأفريقية أحمد إمبابي، إنه تدرك القاهرة جيدًا، تعقيدات المشهد الداخلي بالسودان، وتقاطعات وتجاذبات الأطراف السودانية، وعليه تسعى لبناء الثقة بين مختلف الأطراف السودانية، وتهيئة المناخ الإيجابي للحوار، بالاستفادة من نقاط القوة في المبادرات والتدخلات السابقة للأزمة السودانية، يصل بها في النهاية "لمقاربة" تجتمع عليها القوى السودانية.
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، إنه منذ إندلاع الحرب بالسودان، لم تجتمع المكونات السياسية والمدنية، المشكلة لتجمعي (تقدم)، وقوى (الكتلة الديمقراطية)، في ظل تباين رؤى الطرفين تجاه حل الأزمة، ذلك أن الأخيرة تدعم صراحة الجيش السوداني وتطالب بحوار يجمع كل الفصائل دون إقصاء، في حين تطالب (تقدم) بوقف الحرب وعودة السلطة لمدنيين، دون الإعلان عن دعم أي طرف.
وتابع: لا يمكن أن نفصل دعوة مصر للقوى السودانية، عن باقي جهودها الممتدة في التعاطي مع الأزمة السودانية، ذلك أن المؤتمر يتزامن مع الذكرى الأولى، لقمة دول جوار السودان، التي استضافتها مصر، في يوليو الماضي، للتعاطي مع أزمة الحرب الداخلية في السودان، بمشاركة رفيعة هي الأوسع من قادة دول جوار السودان، وانتهت وقتها بخارطة طريق لإنقاذ السودان من أزمته الأمنية والسياسية.
وأوضح على مدار هذا العام، لم تتوقف صور الدعم المصري للشقيقة السودان، وفق تقدير واضح وثابت للأزمة السودانية، قائم على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة السودان، ومؤسساتها الوطنية، وعدم التدخل الخارجي في شؤونه.
دور مصر
فيما قال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة: إن مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي تحتضنه القاهرة، يستهدف الخروج بنتائج في 4 مسارات أساسية لحل الأزمة السودانية، بدايةً من المسار الأمني والعسكري، والمسار السياسي، والمسار الإنساني، ومسار إعادة الإعمار.
وأشار - في تصريح للعرب مباشر -، إلى أن المؤتمر يجمع كل الجوانب الإيجابية في المبادرات السابقة، ويسعى لتمثيل كل أطياف المجتمع السوداني دون إقصاء، لافتًا أن مصر تؤكد أمام كل أزمة تحل بشعوب دول الجوار على أنها دولة قوية تملك من الحكمة والرصانة ما يجعلها قادرة على إدارة الملفات الخارجية الشائكة باحترافية ودبلوماسية، مؤكدًا أنه منذ اندلاع الأزمة في دولة السودان الشقيقة لم تتخل مصر عنها وتواصل دعمها على الصعيد السياسي والدبلوماسي، من أجل تهدئة الأوضاع وإنهاء حالة الصراع القائمة في البلاد.