كورسك المشتعلة.. كيف تحوّلت ورقة الضغط الأوكرانية إلى عبء عسكري ثقيل؟

كورسك المشتعلة.. كيف تحوّلت ورقة الضغط الأوكرانية إلى عبء عسكري ثقيل؟

كورسك المشتعلة.. كيف تحوّلت ورقة الضغط الأوكرانية إلى عبء عسكري ثقيل؟
الحرب الروسية الأوكرانية

تشهد منطقة كورسك الروسية تدهورًا حادًا في سيطرة القوات الأوكرانية، حيث أصبح التقدم الروسي يُشكل تهديدًا خطيرًا لأهم أوراق الضغط التي تملكها كييف في مرحلة حساسة من الحرب، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

تقدم روسي يُهدد المكاسب الأوكرانية 


وأفادت مصادر عسكرية ومدونون من الجانبين بأن القوات الأوكرانية تُواجه صعوبات متزايدة في التصدي للهجوم الروسي. وأكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية استغلت خط أنابيب غاز لتنفيذ هجوم مفاجئ في إحدى المناطق. 


وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن قواتها سيطرت على أربع مستوطنات خلال يومين فقط، ما يعكس تقدمًا سريعًا في المنطقة. 


وكانت أوكرانيا قد نفّذت هجومًا مفاجئًا على منطقة كورسك في أغسطس الماضي، حيث سيطرت سريعاً على أراضٍ روسية في خطوة مثّلت أول غزو بري للأراضي الروسية من قبل قوة أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية. 


لم يهدف هذا الاجتياح فقط إلى السيطرة على أراضٍ يُمكن تبادلها لاحقًا مع المناطق المحتلة من قِبل روسيا، بل كان أيضًا جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تشتيت موارد موسكو بعيدًا عن جبهات القتال الرئيسة في الشرق. 


لكن منذ ذلك الحين، واجهت أوكرانيا صعوبة في الاحتفاظ بمكاسبها في كورسك، ما أدى إلى تغيير جذري في المشهد الدبلوماسي. ومع تصاعد الضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كييف للموافقة على اتفاق سلام يتضمن وقف الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي، باتت خيارات أوكرانيا أكثر تعقيدًا. 

هجوم مشترك روسي - كوري شمالي 


وحذر مدوّنون عسكريون أوكرانيون وروس من أن السيطرة الأوكرانية على المنطقة أصبحت أكثر هشاشة من أي وقت مضى، مع استمرار الهجمات الروسية المدعومة بقوات كورية شمالية.

وبحسب التقارير، نشرت بيونغ يانغ نحو 12 ألف جندي في كورسك، مما عزز قدرات الهجوم الروسي داخل أراضيه.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف من أن استعادة روسيا لكامل منطقة كورسك قد يسمح لها بإعادة توجيه قواتها نحو شرق أوكرانيا. 
وقال أحد الجنود الأوكرانيين: "الوضع صعب، لكننا نقوم بعملنا. الكوريون مستمرون في التقدم". 

استغلال خط أنابيب الغاز في الهجوم 


وأفادت التقارير بأن روسيا تستهدف بلدة سودجا الحدودية في محاولة لقطع طريق إمداد رئيس للقوات الأوكرانية داخل كورسك. 
وكتب المدون العسكري الأوكراني يوري بوتوسوف أن القوات الروسية دخلت بلدة سودجا عبر خط أنابيب غاز دون أن ترصدهم الطائرات المسيّرة. وأضاف أن القوات الأوكرانية عززت المراقبة حول هذا الخط وتمكنت من "تصفية" الجنود الروس الذين تسللوا عبره. 


ورغم ذلك، حذّر بوتوسوف من أن القوات الروسية والكورية الشمالية تتمتع بتفوق كبير في عدد القوات وتُواصل الهجوم بلا توقف. 

الوضع اللوجستي يتفاقم 


حذّر المدون العسكري الأوكراني ستيرنينكو من أن الوضع اللوجستي في المنطقة أصبح "حرجًا للغاية". 


وأوضح أن سوء حالة الطرق، مع ذوبان الجليد في فصل الربيع وتحولها إلى أوحال يصعب عبورها، يزيد من صعوبة نقل الإمدادات، وهي ظروف تصب في مصلحة القوات الروسية. 


تخشى كييف أن يؤدي تقدم القوات الروسية إلى قطع الإمدادات عن جنودها في كورسك، حيث يُقدر معهد دراسة الحرب الأمريكي أن القوات الأوكرانية تملك نحو 30 ألف جندي في المنطقة. 


فقدان نصف الأراضي في كورسك 


تسببت الحملة الأوكرانية على كورسك في إحراج كبير لموسكو، ما أثار تساؤلات حول قدرة روسيا على حماية حدودها. ومنذ ذلك الحين، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا باستعادة السيطرة الكاملة على المنطقة.


وأشارت التقارير إلى أن أوكرانيا فقدت بالفعل نحو نصف الأراضي التي كانت تُسيطر عليها في كورسك. 

مستقبل الحملة الأوكرانية في كورسك 


مع استمرار التقدم الروسي، بدأ بعض المدونين الأوكرانيين يشككون في جدوى استمرار الحملة العسكرية في كورسك. 


وكتب المدون الأوكراني سيرهي فليش قائلاً: "لم أكن أعتقد أنني سأقول هذا، لكن ربما حان الوقت لإغلاق الجبهة في اتجاه كورسك. رجالنا هناك يواجهون صعوبات كبيرة". 


وأضاف فليش أن الحملة حققت بالفعل هدفها الأساسي المتمثل في تشتيت موارد العدو، لكن قيمتها كورقة ضغط سياسية أصبحت موضع تساؤل في ظل المعطيات الجديدة.