"إهانه وخطف وفدية ".. سوريون يَروُون مشاهد من مدينة احتلتها تركيا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

منذ الاحتلال التركي لشمال سوريا وتحديدا "عفرين" التي اصبح مواطنوها محكومًا عليهم بالعيش تحت براثن الفصائل الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة وتعرضهم يوميًا للإهانات والخطف وهدم المنازل وانقطاع المياه، بالإضافة إلى استخدامهم كدروع بشرية حال وقوع أية اشتباكات مسلحة، كما يفرضون عليهم ضريبة للعيش في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.

مرتزقة تركيا تختطف المدنيين

شن فصيل "الشامية"، وهو أحد الفصائل الإرهابية المسلحة المدعوم من تركيا في مدينة عفرين، حملة اختطاف طالت 16 كردياً، بعدما اقتحموا المنازل وروّعوا الأهالي، في وقت تتواصل فيه الانتهاكات بحقّ الأكراد شمال سوريا من قبل الجيش التركي والموالين له.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين: إن الفصيل المذكور "التابع للاحتلال التركي، شن حملة اختطاف وتنكيل واسعة بحقّ من تبقى من المواطنين الكُرد في القرى والبلدات الخاضعة لسيطرته في ريف منطقة عفرين المحتلة، فقد شهدت قريتا مستكا وأرندة التابعتان للناحية اختطاف 16 مواطنا كرديا بعد فرض طوق أمني عليهما".

سكان القرى تحت تهديد السلاح

واقتحم مسلحو فصيل الجبهة الشامية قريتَيْ مستكا وأرندة بعد فرض طوق أمني عليهما، ومن ثَمّ قاموا بمداهمة المنازل وتفتيشها وقلبها رأساً على عقب، مشيرة إلى أنهم اختطفوا عدداً من المواطنين منهالين عليهم بالضرب والإهانات اللفظية.

وفي قرية مستكا تمّ اختطاف 5 مواطنين بتهمة أداء خدمة الدفاع الذاتي أيام الإدارة السابقة، أمّا في قرية أرندة، فتمّ اختطاف 11 مواطناً كردياً آخرين.

وقد شنّ الفصيل في اليومين الأخيرين حملات اختطاف طالت العشرات من المواطنين الكُرد في بلدة موباتا/ معبطلي، وقرى حسيه/ ميركان، شيتكا/ شيركان، وسط استخدام أساليب ترهيب منقطعة النظير من توجيه السباب والضرب والسحل بحق مَن يتم اختطافهم.  

أكثر من 2600 اختطفوا في عفرين

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير: إنه وثق اختطاف واعتقال أكثر من 2600 مواطن في مدينة عفرين، بينهم 1000 شخص لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع فديات.

خطف برعاية أردوغان

تقول بريفان خليل، مواطنة تقطن عفرين: إن أنقرة تغض الطرف عن كل هذه الانتهاكات التي ترتكبها مجموعات مسلحة موالية لها، في إطار خطة تركية مبرمجة لتهجير سكان المنطقة التي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة "إرهابية".

وأضافت بريفان: "الفصائل الإرهابية المسلحة عندما تقوم بخطف المدنيين هنا يكون الشخص بالنسبة لهم مجرد مبلغ من المال كفدية، ناهيك عن الإهانات والتجاوزات التي تمارس ضد المدنيين".

السرقة قبل الخطف

من جانبه قال نجيب حسو، مواطن يقطن في مدينة عفرين السورية، إن الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة قامت بنهب مجوهرات وأموال بنحو 10 آلاف دولار من أحد المنازل، في حين جرى سرقة متجر أحد سكان إحدى القرى التابعة لمدينة عفرين.

ويؤكد حسو الذي كان يعمل موظفا عموميا في عفرين: " أقدمت جماعات مسلحة موالية لتركيا على اختطاف 5 من موظفي وموظفات شركة المياه في عفرين ونقلوهم إلى جهة مجهولة"، مشيرا إلى وجود دلائل موثقة بـ"الاتجار بالمعتقلين والمختطفين"، وإجبار ذويهم على دفع مبالغ مالية كبيرة للإفراج عنهم، في حين لا يزال آخرون رهن الاعتقال بسبب عدم تمكن ذويهم من دفع الفديات.

الكل مباح لتركيا في عفرين

تؤكد نوران درويش، أن الاحتلال التركي في عفرين يقوم بشراء مواد غذائية من المتاجر التي يملكها سكان عفرين دون تسديد أثمانها، كما يسخرون عربات السكان في نقلهم بلا مقابل مادي، وكذلك الأطفال والفتيان في تنظيم مقراتهم. 

أردوغان يتحدى الأمم المتحدة

كشف جزء من تقرير نصف سنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنّ هذا العام 2020، شهد أوضح وأشمل دليل على الانتهاكات الجسيمة التي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني"، مشيراً إلى انتشار العنف والأنشطة الإجرامية، منذ احتلال أنقرة لعفرين وجرابلس وإدلب وتل أبيض، أي منذ 3 سنوات.

وأضاف التقرير أن "الانتهاكات كانت موجهة ضد النساء والأطفال، وتستهدف في المقام الأول الأقليات مثل الأيزيديين والأكراد والمسيحيين، وكثير منهم تعرض للتطهير العرقي في هذه المناطق".

كما يفصل التقرير كيف أنّ المتطرفين السوريين المدعومين من تركيا "أجبروا المعتقلين الذكور على مشاهدة اغتصاب قاصر، وذلك في منطقة عفرين"، بالإضافة إلى إجبار "أكثر من 150 ألف كردي على الفرار"، مساهمة في تغيير ديموغرافي مماثل لعملية التطهير العرقي التي حدثت في البلقان في التسعينيات. 

ووثق التقرير الأممي أيضاً زيادة أعمال القتل والاختطاف والإجلاء القسري وكذلك الاستيلاء على الأراضي والممتلكات، في المناطق الخاضعة لأنقرة.

وبدوره، وثق المرصد السوري أيضاً عدة وقائع تكشف انتهاك حقوق المدنيين بمختلف الأعمار، حيث اعتقلت الميليشيات قبل أشهر نساء مسنات في ريف عفرين وأخلي سبيلهن بعد دفعهن غرامات مالية.