ازدواجية قطر بين دعم مخططات أردوغان والتنقيب عن الغاز لصالح قبرص
ما زالت السياسة القطرية الخارجية المزدوجة تثير الريبة، وتكشف مدى الفوضى في أجندة قطر الدولية، فهي دائمًا ما تدعم الطرف وخصمه، كما هو الحال في الأزمة الإيرانية الأميركية، تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط وتسمح للإدارة بشن غارات استهدفت قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في العراق، وبعدها يتوجه تميم إلى طهران لتقديم التعازي في الجنرال الراحل.
وبالمثل شرق المتوسط، فهي تدعم مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاستيلاء على مقدرات المنطقة والغاز، وفي الوقت نفسه تنقب عن الغاز في المنطقة لصالح قبرص أبرز المنافسين لأردوغان في المنطقة.
تركيا تواصل الحفر غير القانوني في المياه القبرصية الإقليمية
وأكدت صحيفة "فايننشال ميرور" القبرصية، أن استمرار تركيا في أنشطة الحفر في المنطقة الاقتصادية الخالصة "EZZ" التابعة لقبرص والمنطقة الأوسع غير قانوني.
وقال وزير الطاقة القبرصي، جورج لاكوتريبس، إنه يجب أن يتم فحصه جيوسياسيًّا لأن أنقرة تريد تحويل شرق البحر المتوسط إلى "بحيرة تركية".
وتابع: "تحاول تركيا من خلال أعمالها غير القانونية أن تقودنا إلى أخطاء معينة، الأمر الذي سيضفي الشرعية على أعمالها، تنوي تركيا تحويل شرق البحر المتوسط إلى بحيرة تركية كبيرة".
قبرص ترفض أي عروض لإشراك تركيا في مواردها المائية
وتابعت الصحيفة أن لاكوتريبس قد أدلى بهذه التصريحات خلال كلمة ألقاها في العاصمة اليونانية أثينا في مؤتمر حول "الأمن ووجهات النظر لطرق الطاقة الجديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط".
وقال: إن شرق المتوسط يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا كمصدر بديل للإمداد وكمنطقة لطرق الطاقة المؤدية إلى الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بالبحث عن الطاقة في قبرص، قال إن "البرنامج الاستكشافي المرتقب سيؤدي إلى اكتشافات جديدة، والتي ستوفر العديد من البدائل فيما يتعلق بأشكال الاستغلال وطرق الطاقة التي سيتم اختيارها".
وعارض الآراء الداعمة لتجميد خطط الطاقة القبرصية أو الاعتراف بتركيا كعنصر فاعل في المنطقة، بينما ينتهك القانون الدولي.
قطر تساند قبرص في التنقيب عن الغاز في مواجهة تركيا
وقال وزير الطاقة القبرصي: إن الكونسورتيوم الفرنسي الإيطالي بين شركات النفط العملاقة توتال وإيني سيبدأ الحفر في بلوك 6 في الموعد المحدد في أبريل رغم "تصاعد" التوتر الذي تسببت فيه تركيا.
وتابع لاكوتريبس للنسخة اليونانية من يورونيوز "الاستفزازات من الجانب التركي ليست جديدة".
ما رأيناه مؤخرًا هو ببساطة تصعيد لمثل هذه الأعمال. رغم هذه الاستفزازات... نحن، بالطبع، نستعد لدورة جديدة من الحفر الاستكشافي".
وأضاف: أن إكسون موبيل وقطر للبترول ستجريان أيضا عمليات استكشاف استكشافية في وقت لاحق.
ازدواجية قطر ليست بالجديدة
ولا تعد ازدواجية قطر الخارجية أمرًا بالجديد على العالم، ولكن الغريب هذه المرة هو صمت أردوغان على إرسال تميم سفن ومعدات الحفر للتنقيب عن الغاز في الجانب الآخر المعادي له.
وقال محللون: إن قطر قد تكون عين أردوغان في الجانب الآخر من البحر، والذي لا يقدر على الوصول إليه لوجود سفن حفر من شركات دولية كبرى تعمل لصالح الحكومة القبرصية المعترف بها دوليًّا.