«بن جاسم وتميم» صراع داعمي الإرهاب للسيطرة على الإمارة الصغيرة

«بن جاسم وتميم» صراع داعمي الإرهاب للسيطرة على الإمارة الصغيرة
بن جاسم

ما زالت أصداء محاولة حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق، للانقلاب على تميم بن حمد أمير قطر، تلوح في الأفق، وخرجت العديد من التكهنات التي تؤكد على تراجع بن جاسم عن بيعته لتميم.

بن جاسم وتميم.. تاريخ من العداء والكراهية

والعداء بين الطرفين يعود للسابق، وقت إعلان تميم بن حمد انقلابه الناعم على شرعية أبيه، وأجبره على الخروج للإعلان عن تنحيه والتنازل عن العرش لنجله تميم، بعد أن قام بانقلاب عسكري أطاح فيه بالقادة العسكريين ورجال الدولة وعلى رأسهم بن جاسم الموالين لوالده، ما أشعل فتيل الصراع بينه وبين حمد بن جاسم وقتها.

استمر الصراع الخفي بينهما ليبدأ في التخطيط بشكل ممنهج للإطاحة بتميم على غرار فعله الأخير مع والده انقلاب عسكري، ومنذ أشهر حدث ما توقعه الكثيرون من أصحاب المعارضة القطرية، ولاحت في الأفق بوادر الانقلاب، وتورط بن جاسم في تلك المحاولة خلال وجوده في منطقة الوكرة بالدوحة، حيث شهدت اشتباكات وإطلاق نار كثيف مع تحليق مكثف للطيران.

بن جاسم يتراجع عن بيعة «تميم بن حمد»

وما أكد مخططه نشره لتغريدة غامضة عبر حسابه على موقع "تويتر"، قال فيها: "إنه لن يرد على محاولة التشويه وإن مرجعيته معروفة لمن أراد أن يشكوه" وذلك في إشارة إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة الذي كان ذراعه اليمنى قبل أن ينقلب عليه ابنه تميم، ويطيح به وبرجاله وعلى رأسهم بن جاسم.

ليظهر بعد ذلك تسجيل صوتي مسرب لـ"بن جاسم" يتحدث في عن أوضاع الدولة وأن قطر صارت أكثر دولة إزعاجاً للسعودية وأن هذا الأمر غير مقبول، ليزيل بعدها بن جاسم صورة تميم من على حسابه بـ"تويتر" في تأكيد لأنباء تراجعه عن دعم تميم وسحب بيعته.

في الآونة تجددت مرة أخرى أنباء عن اقتراب بن جاسم من الانقلاب على تميم والإطاحة به قريباً، وسربت أخبار تفيد بأن القصر يشهد حالة من التوتر السياسي وأن تميم يسعى لجمع حلفائه لدعمه، بالإضافة إلى سعيه لتهدئة الأوضاع مع الولايات المتحدة ليجد من يسانده، إلا أن كثرة فضائح نظامه من دعم وتمويل الجماعات الإرهابية زادت الأمور صعوبة، وسط وجود غضب دولي وعربي من تصرفات بن تميم تجاه العرب، ولا تختلف تلك النظرة لـ"بن جاسم" والذي كشفت الوثائق أنه له يد بارزة في وصول المساعدات للميليشيات الإرهابية.

من هو حمد بن جاسم؟

بدأ حمد بن جاسم مسيرته السياسية عام 1982 حينما شغل منصب مدير مكتب وزير الشؤون البلدية والزراعة حتى عام 1989، ليتولى بعدها وزارة شؤون البلدية والزراعة، وفي مايو 1990 عين نائبًا لوزير الكهرباء والمياه.

في سبتمبر 1992، ترك الزراعة ليشغل منصب وزير الخارجية، وظل محتفظًا بها في حكم حمد بن خليفة آل ثاني بعد الانقلاب على أبيه عام 1995، وقد أبقاه حمد في منصبه هذا لدعمه إياه بقوة في الإطاحة بوالده، وظل في هذا المنصب مع توليه منصب نائب رئيس الوزراء منذ عام 2003 حتى 2007 ليتولى رئاسة الوزراء بجانب منصبه كوزير للخارجية حتى يونيو 2013 حينما انقلب تميم على والده حمد وأقصاه عن الحكم هو ورجاله وعلى رأسهم حمد بن جاسم، لأنه خشي أن ينقلب عليه ويعيد والد تميم للحكم مجددًا.

ونظراً لتغلغله الكبير في مؤسسات الدولة يسيطر على الكثير من الشركات ويمتلك حصصًا فيها من بينها الخطوط الجوية القطرية وشركة الاستثمار الأجنبي وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري والعشرات من المشاريع الأخرى.

تورط بن جاسم والجزيرة في دعم إسرائيل وجماعات مسلحة

وسبق أن سرب موقع ويكيليكس في عام 2010 برقية سرية للسفارة الأميركية في الدوحة طلب فيها حمد بن جاسم من جون كيري، عضو مجلس الشيوخ ووزير الخارجية السابق، أن يقترح صفقة على الرئيس المصري حسني مبارك تشمل وقف تحريض قناة الجزيرة على مصر مقابل تغيير موقف القاهرة من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، حيث كانت قطر تعمل لصالح الاحتلال.

وكان حمد بن جاسم العقل المدبر لنشر الجماعات المسلحة ودعمها في سوريا وليبيا بشكل خاص بجانب بعض الدول العربية الأخرى، وقد اعترف بهذا الأمر في أبريل 2016 في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز"، البريطانية بأن "كثرة الطباخين في ليبيا أفسدت مخططات قطر"، مؤكداً أنهم دعموا الجماعات المسلحة في سوريا وساعدوا في إسقاط وقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وتم وعد قطر بأنها من ستقود الأمور في سوريا لكنها فشلت في مهمتها.

تورط بن جاسم في أحداث 11 سبتمبر

تقارير دولية أشارت لتورط بن جاسم بشكل كبير في دعم الجماعات الإرهابية، فقد كشفت برقية دبلوماسية مسربة صادرة من القائم بالأعمال الأميركي في الدوحة في مايو 2008، تورط حمد بن جاسم في تمويل خالد شيخ محمد العقل المدبر لتنظيم القاعدة في أحداث 11 سبتمبر 2001.

وبخلاف ذلك عمل حمد بن جاسم على إضعاف دور الجامعة العربية لصالح التوغل التركي في المنطقة وتفكيكها، وفي آخر تصريحات له، أكتوبر الماضي، دعم العدوان التركي على شمالي سوريا، منتقدًا دعم الجامعة العربية لسوريا في مواجهة تركيا، واصفًا موقف الجامعة بالضحل، وأنها فقدت مصداقيتها أمام مواطنيها وأمام الرأي العام العالمي.