ازدواجية محمود عباس بين رفض اتفاق السلام ومحاولات التودد للإمارات

ازدواجية محمود عباس بين رفض اتفاق السلام ومحاولات التودد للإمارات
صورة أرشيفية

رغم الجهود الضخمة التي بذلتها الدول العربية لصالح القضية الفلسطينية وفي مقدمتها الإمارات التي عقدت اتفاقا تاريخيا مع إسرائيل وأميركا يقضي بحل الدولتين، إلا أن الرئيس الفلسطيني أقدم على موقف غريب جديد أظهر ازدواجية لديه في التعامل، بين رفض الاتفاق الثلاثي، وطلبه لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، القائد العامّ للقوات المسلحة الإماراتية.

تسريب أبو مازن


قبل قليل انتشر تسريب صوتي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يظهر ازدواجية كبيرة في التعامل، وخداع وفساد السلطة، حيث إنهم أمام الإعلام يهاجمون الإمارات وبالخفاء يستجدونها.


ويتحدث أبو مازن في التسجيل الصوتي، مشيدا بدور الإمارات في القضية الفلسطينية، قائلا: "كل شيء ينتهي على خير على يديكم إن شاء الله، وكل ما نريده هو إصلاح ما بيننا وبين الإمارات"، مضيفا: "وعندما تنتهي مرحلة الكورونا سيكون أول شخص نلتقي به ونزوره هو شقيقنا الشيخ محمد وسنقول له نحن على العهد مثلما كنا مع الشيخ زايد".


وتابع الرئيس الفلسطيني: "وأرجو أن تبلغوا الشيخ محمد كل التحيات والاحترام والتقدير لشخصه وجهوده، وأتمنى أن نلتقي قريبًا بعد أن تنحل تلك المشكلة البسيطة".


التبرير الفلسطيني


فور انتشار ذلك التسجيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى الصحف العبرية التي انتقدت الازدواجية لدى أبو مازن، ليخرج مسؤول الإعلام في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، منير الجاغوب، مصدرا توضيحا حول الأمر.


وقال "الجاغوب" إنها كانت ضمن مكالمة بين الرئيس محمود عباس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حول الإمارات العربية المتحدة، والتي نشرها الإعلام الإسرائيلي، موضحا أن جزءا منها كان عبارة عن حديث عن منع الهجوم على الإمارات؛ بسبب الطائرة الإماراتية، التي حطت في مطار بن غوريون بتل أبيب.


وأضاف أن:أغلب العبارات والجمل المذكورة في التسجيل كانت من تلك المكالمة، التي كانت بمناسبة عيد الفطر، وأن الحديث عن منع الهجوم على الإمارات، كان بسبب الطائرة الإماراتية التي حطت في مطار بن غوريون بتل أبيب، وعلى متنها مساعدات طبية موجهة للفلسطينيين، والتي تم رفض استقبالها من طرف الجانب الفلسطيني".


الرفض الفلسطيني للاتفاق


وفور إعلان الإمارات لإنجازها الدبلوماسي فيما يخص القضية الفلسطينية، سارع وقتها أبو مازن برفض ذلك الأمر، داعيا لاجتماع عاجل يعقبه بيان حول الإعلان الثلاثي "الأميركي- الإماراتي- الإسرائيلي"، وهو ما تم عقده بالفعل في 13 أغسطس الجاري.

الاتفاق الثلاثي


كان الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"، ولي عهد أبوظبي، القائد العامّ للقوات المسلحة الإماراتية، أعلن أنه اتفق مع ترامب ونتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.


وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تدوينة عبر حسابه بموقع "تويتر"، أنه: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولًا إلى علاقات ثنائية".


ووفقًا لبيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.


وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم، وسوف تجتمع وفود من دولتَيْ الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.