"تيكا".. ذراع أردوغان الناعمة للاستخبارات التركية

صورة أرشيفية

عَبْر الأشخاص والدول والشركات، سخّر الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، عدة أشخاص كأذرع خاصة به لتنفيذ مهامه الإرهابية وتزييف حقيقة النظام التركي الفاسد الداعم للإرهاب، ليتمكن من اختراق الشؤون الداخلية للدول.


"تيكا".. واحدة من أساليب القوى الناعمة التي سخرها أردوغان لخدمة أغراضه، حيث إن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق التابعة للرئاسة، تنفذ الكثير من المشروعات الإرهابية للرئيس خاصة في القارة الإفريقية، لاسيما ليبيا.

ما هي "تيكا"؟


هي وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، والتي تأسست في 24 يناير 1992، بزعم التنسيق لعلاقات تركيا المتنوعة مع الدول في وسط آسيا، وعقب تدشين حزب العدالة والتنمية عام 2002، توسعت رقعة مجالات عملها لتشمل جميع المناطق التي تسعى تركيا للسيطرة عليها، لاسيما منطقة الشرق الأوسط والبلقان وإفريقيا.

رأس الأفعى 


كما حول أردوغان "تيكا"، لرأس الأفعى من أجل مشروعه التوسعي الناعم، في العالم أجمع، من خلال مليارات الدولارات سنويا، بهدف التوغل في البلدان العربية والإسلامية وتحقيق أطماعه في السيطرة عليهم.


وتزعم الوكالة توزيع مساعدات بآلاف الدولارات على قبائل الشمال الغربي من الولايات المتحدة الأميركية، والمكسيك وأميركا اللاتينية، بينما في الحقيقة تلعب دورًا في دعم سياسات تركيا الخارجية، وتوطيد الإرهاب في أفغانستان والصومال والسودان وميانمار واليمن وجزر القمر والنيجر والسنغال، ما يخدم مصالح أردوغان في السيطرة على قرار هذه الدول، بالإضافة لجمع المعلومات الاستخباراتية عنهم، وخلق إحساس بالولاء لأنقرة.


وعَبْر القوى الناعمة، أنشأت الوكالة معملاً لتدريس اللغة التركية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة تونس، نوفمبر ٢٠١٦،  بينما تزعم ممارسة دور ثقافي في جيبوتي امتد إلى إنشاء المطارات وهيئة البريد ومركز تعليمي للمرأة في جيبوتي.


أما باليمن، فاستغلت الوكالة حالة الفوضى والحرب بها، والدخول من باب تقديم المساعدات الإنسانية، وسرعان ما امتد ذلك إلى وزارات الدولة والشرطة والصحافة والسلك الدبلوماسي، من أجل نهب الآثار والتحف القديمة ثم نسبتها إلى أجدادهم في الدولة العثمانية البائدة، كما اخترقت قطاع الشرطة اليمني، من خلال تخصيص دورة تدريبية لعناصر القطاع. 

مهامّ فاسدة في ليبيا


حوَّل أردوغان الوكالة التركية لذراع من أجل السيطرة والاحتلال المشروع، حيث ضلعت في عدة مهام فاسدة، منها دراسة ليبيا، عبر الاتفاقية المزمعة مع المعهد الفني المتوسط للمهن الميكانيكية والكهربائية في العاصمة الليبية طرابلس، بالتعاون مع حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات الإرهابية، بدعوى دراسة إمكانية تأسيس المعهد الفني الليبي التركي، والاطلاع على ورش ومعامل المعهد للتعرف على ما وصلت إليه مؤسسات التعليم التقني والفني.


كما عملت على توجيه قوتها الناعمة في ليبيا من خلال المؤسسات الاقتصادية والإنسانية، لإضفاء صبغة على تحرُّكاتها المشبوهة في المنطقة، عقب سقوط نظام العقيد "معمر القذافى"، ودخلت بمشروعاتها المكثفة عدة مدن، على رأسها طرابلس ومصراتة، قبل أن يحجّم الجيش الليبي الوطني دورها.