حصري.. ميليشيات السراج بطرابلس تتناحر والتمثيل بجثة قيادي
بعد أن سفكوا دماء الآلاف وشردوا الملايين، ونشروا الإرهاب بين مختلف المدن، وشكلوا ميليشيات إرهابية ضخمة، دارت الدائرة سريعًا، لتشتعل الخلافات بينهم وبدؤوا في الفتك ببعضهم البعض، فلا ينشر الفساد سوى الفساد.
خلال الآونة الأخيرة، ارتفعت حدة الخلافات بين أفراد ميليشيات فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق بليبيا، التي تدعمه، بجانب الدعم الخارجي أيضًا من قطر وتركيا، لتنفيذ مخططاتهم بتفتيت ليبيا والاستيلاء على ثرواتها.
الميليشيا تتقاتل
وأكدت مصادر ليبية رفيعة مقتل قيادي بميليشيات السراج المسلحة بالعاصمة طرابلس، إثر خلافات مع أحد العناصر بالميليشيات ذاتها، التي بدأت على ما يبدو في تصفية حساباتها الداخلية بعدما ابتعد الجيش الليبي عن الحدود الإدارية، الذي تسلل لمكان تمركزه وقام بطعنه، ثم التمثيل بجثته والفرار هربًا.
وأضافت المصادر: أن ذلك التصرف تسبب في اشتعال الغضب الضخم بين الميليشيات، لاسيَّما للتمثيل بالجثة؛ ما أدى إلى اندلاع تمرد بينهم وأزمة ضخمة، تنذر باحتمالية تناحر الفرق المختلفة، وانهيار الميليشيات على أيدي أنفسهم.
أزمات سابقة
لم تكن تلك هي الأزمة الأولى بين ميليشيات السراج، التي لا يجمعها سوى العداوة مع الجيش الوطني الليبي والمؤسسات الشرعية، ورفضهم للاستقرار والحياة، حيث تفاقمت بها خلال الآونة الأخيرة خلافات حادة في صفوف الميليشيات بطرابلس، ومن بينهم ميليشيا "الردع" التي صفت أحد قادة سرايا الدفاع عن بنغازي، بعد كشف الأولى مخطط الثانية تصفية قياداتها.
وجاء ذلك الخلاف، إثر احتجاز ميليشيا الردع عددًا من عناصر سرايا الدفاع عن بنغازي بعدما أصبحوا يشكلون خطرًا على ميليشيات طرابلس خلال تصارع الميليشيات على الاعتمادات والأموال الليبية، بجانب العديد من الضغائن والخلافات المؤجلة بين الميليشيات.
كما أنه يوم الخميس الماضي، هاجمت مجموعة من المسلحين التابعين لميليشيات مدينة مصراتة نظيرتها من ميليشيات الزاوية، بسبب خلافات في حصص بيع المحروقات في السوق السوداء الموجودة بمدينة الزاوية.
وفي مطلع العام الجاري، اندلع خلاف آخر بين عناصر الميليشيات الإرهابية التابعة لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج، في العاصمة الليبية طرابلس، بسبب الرواتب التي يتقاضاها المرتزقة السوريون والتي تبلغ أربعة أضعاف ما يتقاضونه، حيث إن المرتزق السوري يتقاضى 2000 دولار في الشهر، في حين أن راتب عناصر فايز السراج الإرهابية لا تتخطى الـ500 دولار شهريًّا، حيث هاجمت الميليشيات مقر وزارة الصحة بطرابلس بدافع الانتقام والرد على تهميشهم وتفضيل المرتزقة السوريين عليهم.