خبراء: الشارع اللبناني يشتعل... والسياسيون يتهمون المتظاهرين

خبراء: الشارع اللبناني يشتعل... والسياسيون يتهمون المتظاهرين
صورة أرشيفية

في مشهد أصبح متكررا بلبنان، عادت التحركات الشعبية إلى الشارع، بعد أن أحجمت السلطة في بلاد الأرز عن تأمين الحد الأدنى من المساعدات الاجتماعية للشعب اللبناني، وقد بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، وفي وقت تتخبط الوزارات المعنية، منذ عام تقريبا، في وضع اللوائح التي تضم الأسر والأفراد المحتاجين معونات عاجلة، ما عاد هؤلاء، ومعظمُهم من العمالة اليومية، قادرين على التحمل والسكوت.

من جانبه يقول، عبدالله أبو العلا، الباحث المتخصص في الشؤون العربية: إن القوى السياسية في لبنان، على تبايناتهم وخلافاتهم، سارعوا، إلى اعتبار الانتفاضة الشعبية العائدة، محرَّكة من قبل خصومهم، لأهداف سياسية، أو مِن قبل طوابير خامسة.

تحركات مفتعلة

وأضاف أبو العلا: "الفريق الرئاسي في لبنان رأى أن التحركات على الأرض مفتعلة ويقف وراءها خصوم العهد، بهدف محاولة حشر رئيس الجمهورية ودفعه إلى القبول بالتشكيل، وفق المقاربة التي وضعها الرئيس الحريري، تحت ضغط الشارع والأوضاع المعيشية والاجتماعية الآخذة في التدهور، كما أن هذه الأوساط لا تستبعد أن تكون التحركات هدفها أيضا الرد على فتح ملف حسابات المصرف المركزي ومحاكمة مسؤولين في القضاء اللبناني".

حسابات سياسية ضيقة

فيما قال الدكتور السيد مجاهد، المتخصص في الشؤون العربية: إن قراءة السياسيين اللبنانيين لما أسموه بـ "ثورة الجياع" بهذا الشكل السطحي، تؤكد أن القوى السياسية لا تزال على كوكب آخر، وأنها مصرّة على التلهي بحساباتها السياسية الضيقة والشخصية".

وأضاف مجاهد: "فئات كثيرة من المواطنين اللبنانيين تبحث عن لقمة عيشها وكفاف يومها ولا يصح للدولة اللبنانية إزاء ذلك أن تقف موقف المتفرج".

صرخات المواطن اللبناني 

ونزل المواطنون اللبنانيون إلى الطرقات مجددا منذ يومين في الشمال والجنوب والبقاع مرورا بالعاصمة اللبنانية بيروت والشوف، رفضا للفقر والظلم ونفذوا وقفات احتجاجية في بعض المناطق وقطعوا الشوارع في أخرى، بالإطارات ومستوعبات النفايات والشاحنات وما تيسّر، علّ صرختهم تصل إلى المسؤولين، ولم تخلُ التحرّكات في بعض النقاط، ولا سيما طرابلس، من الشغب.

لكن قوى الأمن الداخلي في لبنان أعلنت أن القنابل التي أُطلقت على عناصر مكافحة الشغب هي قنابل يدوية حربية وليست صوتية أو مولوتوف مما أدى إلى إصابة 9 عناصر بينهم 3 ضباط أحدهم إصابته حرجة. 

أوضاع مأساوية

وتصارع المشافي مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وأبلغ العديد منها بامتلاء سعته عن آخرها، خاصة وحدات الرعاية المركزة، وسجلت نحو 290 ألف إصابة منذ فبراير الماضي و2553 وفاة.

واستجابةً لتلك الأزمة فرضت الحكومة إغلاقًا لنحو شهر بأنحاء البلاد وحظر تجول على مدار الساعة، هو الأشد صرامة منذ ظهور الفيروس في لبنان.