في اليوم العالمي للمرأة.. كيف خالف الإخوان تكريم الله للنساء؟
"ليست المرأة في حاجة إلى التبحر في اللغات المختلفة، وليست في حاجة إلى الدراسات الفنية الخاصة، فستعلم عن قريب أن المرأة للمنزل أولًا وأخيرًا، وليست المرأة في حاجة إلى التبحر في دراسة الحقوق والقوانين، وحسبها أن تعلم من ذلك ما يحتاج إليه عامة الناس، علموا المرأة ما هي في حاجة إليه بحكم مهمتها ووظيفتها التي خلقها الله لها: تدبير المنزل ورعاية الطفل"، بهذه الجملة كشف حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية في "رسالة المرأة المسلمة" حقيقة موقفه من المرأة، وكيف يحتقر أدوارها في الحياة والمجتمع ولا يعترف بمساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات.
استغلال في الدعاية
وتسعى جماعة الإخوان الإرهابية لاستقطاب المرأة، نظرا لدورها الرئيسي في المجتمع، من خلال استغلالها في الدعاية للأيديولوجية الإرهابية للجماعة وترسيخ مبادئها في النشء الذي تقوم بتربيته، كونها المسؤول الأول عن الأجيال الجديدة.
وفي مراحل كثيرة مرت بها جماعة الإخوان الإرهابية استغل قياداتها ضعف المؤسسات الداعمة لقضايا المرأة، ولعبت على ضعف القدرة في مواجهة المشكلات التي تمر بها، وعدم الوعي الكافي لديها، كما استغلت الجماعة الإرهابية قدرة المرأة على التحرك والتجنيد بشكل أسهل من الرجل، ولذا فإن من بين أسباب بقاء جماعة الإخوان الإرهابية وجود كتلة كبيرة من نساء الجماعة، التي تمثل عصب التنظيم السري للجماعة.
خطاب تمييزي
ويتميز خطاب جماعة الإخوان الإرهابية بالخطاب التمييزي ضد المرأة والذي يتناقض مع تعامل الدين الإسلامي في العلاقة مع المرأة.
ورأى حسن البنا في مقال نشره في مجلة الإخوان المسلمين بتاريخ 5 يوليو عام 1947: "يعتبر منح المرأة حق الانتخاب ثورة على الإسلام وثورة على الإنسانية، وكذلك يعتبر انتخاب المرأة ثورة على الإنسانية بنوعيها لمناقضته لما يجب أن تكون عليه المرأة بحسب تكوينها ومرتبتها في الوجود، فانتخاب المرأة سُبّة في النساء ونقص تُرمى به الأنوثة"، حيث عاملت الجماعة الإرهابية المرأة بانتهازية شديدة، فقد كلفتها قيادات الجماعة على مر العصور والفترات التي مرت بها الجماعة بالعديد من الأدوار الخطيرة، لكنها لم تمنحها الحق أبداً في أن تشارك في صناعة القرار أو أن تستشار في أمور تؤثر في حياتها ومصائرها، إلا باستغلالها سياسيا في وصولهم إلى الحكم بتشجيعها على ممارسة الاقتراع.
كما تستهدف جماعة الإخوان الإرهابية استغلال نسائها في الترويج للشائعات ونشر الأخبار الكاذبة بين أفراد المجتمع بالاعتماد على وسيلتين، الأولى التواصل المباشر من خلال لجان النقابات، المعلمات، الجامعات، المؤتمرات، والطلبة، أما الثانية فتعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي.