فيروس كورونا يرتع في سجن الدوحة المركزي
يعاني السجناء في قطر الأمرين في معتقلات الدوحة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي لم تحرك له السلطات ساكنا، ولم تهتم بأمر هؤلاء الذين انتشر بينهم الفيروس التاجي بسرعة البرق، فلا إجراءات احترازية ولا رعاية صحية، إضافة إلى المعاملة غير الآدمية التي يلقاها السجناء من قبل سجانيهم الذين أصبحوا أيضا مصدرا لنقل العدوى للسجناء والموظفين.
وتؤكد المنظمات الحقوقية، بحسب الدلائل التي استندت إليها، تفشي فيروس كورونا في السجن المركزي في العاصمة القطرية، الدوحة، حيث ناشدت سلطات السجون القطرية اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير حماية أفضل للسجناء وموظفي السجون وسط تفشي "كوفيد-19" في السجن المركزي في الدوحة.
المنظمات الحقوقية: اسمحوا للسجناء بالتباعد
مطالبات المنظمات الحقوقية من السلطات القطرية لم تكن مستحيلة بل مشروعة كليا، حيث أوضحت أنه على الدوحة أن تخفف عدد السجناء للسماح بالتباعد الاجتماعي وضمان أن يتمكن كل شخص في السجن من الحصول على المعلومات وعلى الرعاية الطبية المناسبة، وعلى السلطات في الدوحة أيضا وضع بروتوكولات مناسبة للنظافة الشخصية والتنظيف، بما في ذلك توفير التدريب واللوازم مثل الكمامات والمطهّرات والقفازات، للحد من خطر الإصابة بالعدوى.
ويصف المحتجزون الأجانب السجون في قطر، مدى تدهور الظروف في السجن المركزي الوحيد في قطر بعد إصابة عدة سجناء بفيروس كورونا المستجد.
السجون أصبحت بؤرة لتفشي الفيروس
ويقول أ. س، إن المحتجزين داخل سجن الدوحة المركزي إن الحراس أخبروهم بشكل غير رسمي في الأسابيع الأخيرة عن التفشي للفيروس التاجي، رغم أن السلطات القطرية لم تؤكد ذلك علنا في وسائل الإعلام أو المنشورات الرسمية.
وأضاف: "أغلقت السلطات في سجن الدوحة المركزي وقامت بعزل العنبر الذي حدث فيه التفشي للفيروس التاجي، لكن ليس قبل نقل بعض المحتجزين من ذلك العنبر إلى أقسام أخرى مكتظة أصلا وغير صحية في السجن، ويتم المعاملة داخلها بطرق غير آدمية، كما الحال في باقي العنابر داخل السجن القطري".
غياب الرعاية الصحية
ومن جانبه قال ق. خ، شقيق معتقل أجنبي يقبع في معتقلات قطر، إن سلطات سجن الدوحة المركزي في قطر، فرضت قيودا إضافية على حصول السجناء المحدود على الرعاية الطبية الأساسية؛ ما جعل السجناء الأكبر سنا والسجناء الذين لديهم حالات مرضية، أكثر عرضة لخطر العواقب الوخيمة إذا أصيبوا بفيروس كورونا المستجد الذي أصبح قريبا منهم بشكل كبير.
فيما أكد ت. ر، صديق معتقل بسجن الدوحة المركزي في قطر، أن حارس سجن أخبر صديقه في السادس من مايو الماضي، أن 47 حالة سُجِّلت حتى ذلك الحين داخل عنابر السجن، مشيراً إلى أن السجناء لم يحصلوا على أي رعاية صحية أو إجراءات احترازية وبدون كمامات أو واقٍ للوجه.
وأعرب سجين آخر عن مخاوفه من ضعف الإجراءات الصحية المتبعة داخل السجن المركزي في العاصمة القطرية، مثل غياب وسائل التعقيم وعدم احترام التباعد الاجتماعي بسبب الازدحام وعدم الاهتمام بالنظافة في السجن لاسيَّما الأدوات المستخدمة في طهي الطعام أو داخل العنابر.
من جهته، قال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في إحدى المنظمات الحقوقية الدولية: إنه "على السلطات القطرية أن تتحرك بسرعة لتجنب انتشار أوسع لفيروس كورونا المستجد الذي يعرض السجناء وموظفي السجون وسكان العاصمة القطرية الدوحة لخطر العدوى وانتشار الجائحة".
وتابع بيج في بيان صادر عن المنظمة الدولية: "يمكن أن تبدأ قطر بإطلاق سراح السجناء في المعتقلات لديها وبالأخص في سجن الدوحة المركزي، المعرضين للخطر مثل كبار السن والمحتجزين بتهم ارتكاب جنح أو جرائم غير عنيفة، وضمان حصول السجناء الباقين داخل المعتقلات على الرعاية الطبية الكافية".