حصاد 2022.. أزمة الغذاء ونقص التمويل يهددان اللاجئين حول العالم
يواجه اللاجئين أزمة الغذاء ونقص التمويل حول العالم
مع اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير 2022، تزايدت أزمات اللاجئين حول العالم، حيث وصل عدد النازحين الأوكرانيين إلى ١٤ مليون شخص تقريبًا، واستقبلت بولندا وحدها من اللاجئين الأوكرانيين ما يصل إلى 8 ملايين و479 ألف لاجئ، وذلك بالإضافة إلى ما يقرب من 100 مليون لاجئ آخر من مختلف الجنسيات يعانون بشدة لتوفير الطعام والدواء في ظل تدهور في المساعدات الإنسانية نتيجة الأزمات المتتالية سواء المناخية أو الاقتصادية في العديد من الدول.
النساء الأكثر تعرضًا للأزمات
من جانبها، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين صعوبة العام الحالي لما يشهده مما وصفته بـ"المزيج السام" وهو – الصراعات والمناخ وارتفاع الأسعار والآثار المتتالية لحرب أوكرانيا – مما يلحق خسائر مدمرة بالنازحين قسرا، وهو ما أكده فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين قائلًا: "هذا ملموس في جميع أنحاء العالم، ولكن النساء والفتيات يعانين بشكل خاص".
ويتأثر النساء والفتيات بشكل خاصة أن تدهور الأوضاع الاقتصادية، والنزاعات المستمرة، ونقص التمويل الإنساني يزيد من احتمالية العنف القائم على النوع الاجتماعي للنساء والفتيات النازحات، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لا يستطيع العديد من اللاجئين والنازحين تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويرجع ذلك إلى تضخم الأسعار ومحدودية المساعدة الإنسانية، والتي نتجت عن تعطل سلاسل التوريد ونقص التمويل، وفقًا للمفوضية، التي أشارت إلى أن مع استنفاد المدخرات، يفوّت الكثيرون وجبات الطعام، ويتم إرسال الأطفال إلى العمل بدلا من المدرسة، وقد لا يكون لدى البعض خيارات سوى التسول أو الانخراط في "بيع أو تجارة الجنس" للبقاء على قيد الحياة، ويواجه الكثيرون مخاطر متزايدة من الاستغلال والاتجار وزواج الأطفال والعنف على يد الشريك".
أزمة غذاء
في السياق ذاته، ومن بين اللاجئين في الجزائر وبنغلاديش والكاميرون وتشاد وإثيوبيا وكينيا والسودان وجنوب السودان والنيجر وتنزانيا وأوغندا وجمهورية الكونغو وزامبيا، قامت المفوضية بتوثيق قضايا غذائية خطيرة، وتشمل هذه الحالات سوء التغذية الحاد والهزال وفقر الدم في جميع أنحاء القارة الإفريقية، شهد أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين انخفاضًا في إمداداتهم الغذائية وأصبحوا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث يعاني في سوريا 1.8 مليون شخص في مخيمات النزوح من انعدام شديد في الأمن الغذائي، و 9 من كل 10 لاجئين سوريين في لبنان غير قادرين على تحمل تكاليف الغذاء أو الخدمات الأساسية، في الأميركتين، يأكل ما يقرب من نصف النازحين قسراً وجبتين فقط في اليوم، وتقليل ثلاثة أرباعهم تقريبًا من كمية ونوعية الطعام، وفقًا لبيانات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، من المتوقع حدوث انخفاض كبير في الأمن الغذائي في اليمن ومنطقة الساحل، ويقيم ملايين النازحين داخليًا في أوضاع يفتقر فيها 90% من السكان إلى الغذاء الكافي.
حلقة مروعة
من جانبها، تصف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الظروف الحالية بـ"حلقة مفرغة ومروعة من الجوع وانعدام الأمن"، يزيد كل منهما الآخر؛ ما يؤدي إلى زيادة مخاطر تبني النساء والفتيات لإستراتيجيات قاسية، مشيرة إلى التقارير التي تتحدث عن إجبار الفتيات على الزواج من أجل توفير الطعام للأسرة أمر يبعث على الأسى، مضيفة أن تلك الحوادث تزيد بشكل خاص في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، لتخفيف الضغط على الأسرة، وهو ما يقلق المفوضية من قلة التمويل الذي لا يواكب الحاجة العالمية، وفقًا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، ستصل الاحتياجات العالمية للوقاية من برامج العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة لها في عام 2023 إلى ما يقرب من 340 مليون دولار، وهو أعلى مبلغ على الإطلاق، مشجعًا الجهات المانحة على دعم الخدمات الأساسية التي من شأنها منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، بالإضافة إلى الحفاظ على التمويل للبرامج الإنسانية المنقذة للحياة التي ستضمن تمكن اللاجئين والنازحين من تلبية احتياجاتهم الأساسية.