لبنانيون وعراقيون: ميليشيات إيران "جوعتنا"

لبنانيون وعراقيون: ميليشيات إيران
صورة أرشيفية

تعيش العراق ولبنان توابع كوارث إنسانية خلفتها الأزمات السياسية الداخلية والحروب الخارجية، ومع تراجُع الاقتصاد عالميًّا جراء أزمة فيروس "كورونا" المستجد، وانخفاض أسعار النفط بالعراق ما زاد الاقتصاد سوءًا، وأوضحت التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية الدولية، أن شخصًا واحدًا من بين كل خمسة أشخاص يعيش تحت خط الفقر، في بلاد تعاني من استشراء الفساد وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، ما دفع المواطنين إلى الخروج في تظاهرات شعبية تطالب برحيل الطبقة السياسية ومحاسبة المسؤولين الفاسدين بالعراق ولبنان.
 

العراق يموت جوعًا والميليشيات الإيرانية تسرق البلاد 


وقال "فهد كنان"، 43 عامًا عراقي، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن ما يشهده العراق اليوم توابع للأزمات الاقتصادية التي خلفها الدخول الأميركي منذ عام 2003، مضيفًا أن البلاد كانت في مناخ متردٍّ سمح لميليشيات إيران بالتوغل داخلها وخلق مساحات اتصال مع أعوانهم داخل العراق.


وتابع "كنان"، أن ثروات العراق نهبت بين نظام راحل واحتلال أميركي، وبين ميليشيات إيران التي تلعب دورًا رئيسيًّا في عدم الاستقرار، والفرقة التي نعيشها وتأجيج حالات الانفصال بين طوائف الشعب، ما أدى لتزايد ارتفاع حالات الفقر وسط خلافات سياسية بين القادة العراقيين حاليا، ولا يلتفت أحد أن العراق بات يموت جوعًا من تراجُع الاقتصاد بشكل لم تشهده العراق من قبل.
 
حزب الله ونهب أموال المعونات العراقية


ومن ناحيته تساءل "كمال البرغوثي"، 67 عامًا عراقي، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، قبل الحديث عن أزمة الفقر التي يعيشها العراق، أين تذهب أموال المعونات التي تخرج للعراق من المجتمع الدولي؟، وتابع تذهب لميليشيات حزب الله اللبناني، نصرالله الذي يضع الخراب بكل دولة، انهارت لبنان على يده والآن تنهار العراق على يده بمعاونة إيران.


وتابع البرغوثي، من يقول إن هذا هو العراق، حالات الفقر تخطت حاجز 31%، والسلع الأساسية أسعارها في ارتفاع مستمر، تراجعت المنظومة بالكامل، ولم تقف الحكومة مثل باقي الدول لمواجهة أزمة فيروس كورونا، بل تزايدت حالات الوفاة نتيجة تدهور المنظومة الصحية، وانشغال أطراف النزاع على ثروات العراق عن توفير علاج أو جلبه من أموالنا المنهوبة.
 
إيران وحزب الله وراء انهيار لبنان اقتصاديًّا 


وفي سياق متصل قالت "كاميلا برجي"، 37 عامًا لبنانية، ما نعيشه اليوم من معاناة مع الفقر وتزايُد التراجع الاقتصادي ونهب الأموال، نتيجة ترك المد الإيراني يتوغل داخل لبنان، وترك جنوب لبنان لنصر الله يتحكم بمصائرنا، ويحدث انفجارات ولا يجد مَن يحاسبه عليها.


وتابعت "برجي"، ما تعيشه لبنان اليوم من يدفع تكاليفه؟، يدفعها اللبنانيون من أرواحهم يوميًّا، والعالم يقف متفرجًا على انهيار لبنان، ولا نجد قيادة سياسية مخلصة تزيح هذا الكابوس عن لبنان، كل ما نجده أزمات متعاقبة اقتصاديًّا وصحيًّا، بينما ينعم نصر الله والمرشد الإيراني بثروات لبنان يموت لبنان جوعًا.
 
الحظ السيئ يحالف العراق


وكان المحلل السياسي "باتريك كوكبيرن" تحدث في صحيفة "إندبندنت"، سابقًا أن  "حظ العراقيين السيئ يتزايد" بسبب الأزمات التي تلاحقهم، آخرها الانخفاض الحاد في أسعار النفط، لافتًا أن الضرر الذي تعاني منه البلاد بسبب النفط أكبر من الأضرار التي لحقت بها من "داعش" وفيروس "كورونا" (كوفيد 19).


بينما توقعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، "جينين هينيس بلاسخارت"، أن تتضاعف معدلات الفقر بالعراق إلى 40% من عدد السكان مقارنة بـ20% كانت مسجلة في السنوات الأخيرة.


وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي قالت: "من المتوقع انكماش الاقتصاد العراقي بنسبة 9.7 % في 2020، مع ارتفاع معدلات الفقر إلى حوالي 40% في 2020، من المتوقع حدوث انخفاض في الفرص الاقتصادية".
 
تزايُد معدلات الفقر يهدد لبنان بالإفلاس 


بينما تخطى عدد الفقراء في لبنان خلال العام الحالي عتبة الخمسين في المئة على وقع انهيار اقتصادي فاقمته تدابير الإغلاق العام، والتفشي المتزايد لفيروس "كورونا"، وذلك قبل انفجار بيروت المدمر، ما يجعلها على حافة إشهار إفلاسها.


وقالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) في تقرير صدر عنها: "تضاعفت نسبة الفقراء من السكان لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 بعد أن كانت 28 في المئة عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بثلاثة أضعاف من 8 إلى 23 في المئة في الفترة ذاتها".


وكانت تقديرات رسمية أفادت في إبريل الماضي بارتفاع معدل اللبنانيين تحت خط الفقر إلى 45%، بعد أشهر من الانهيار الاقتصادي الذي شهدته البلاد الصيف الماضي.