محللون لبنانيون يكشفون سيناريوهات ما بعد استقالة "دياب"
فراغ سياسي وأزمات اقتصادية تهدد لبنان، الواقع تحت وطأة طبقة سياسية حاكمة لا تريد تغيير بوصلته نحو غد أفضل، ولا تسمح بأن يعيش الشعب اللبناني حياته التي اعتاد عليها بكرامة وعدالة وحرية.
فعلى الرغم من نزول الحكومة اللبنانية على رغبة المحتجين وتقديم الدكتور حسان دياب لاستقالة حكومته، مساء الاثنين، ولكن هذا لا يعني أن الأيام المقبلة من المؤكد أن تشهد صورة أفضل عن سابقاتها للشعب اللبناني.
وجاء انفجار مرفأ بيروت، الذي وصف بـ"الجريمة الكبرى"، ليفرض واقعًا جديدًا دفع دياب للاستقالة، وفرض على القوى التي سمته التخلي عنه في اللحظات الأخيرة بعد ضغط هائل من الشارع، يضاف إلى الضغط الخارجي والضغط الإعلامي، المتظاهرون الغاضبون من هول كارثة بيروت، عبروا بوضوح أن "هذه الاستقالة يجب أن يتبعها تغيير جذري في النظام السياسي على الفور".
عرقلة لتشكيل الحكومة المقبلة
وكشف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم، أن الثنائي الشيعي المتمثل في حركة أمل وحزب الله ومعهم التيار الوطني الحر، يحاولون فرض حكومة وحدة وطنية كسابقها وهو الأمر الذي من شأنه زيادة تعقيد المشهد السياسي في لبنان.
وقال عاكوم في تصريحات لـ"العرب مباشر": "الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، أعلنا أمس بعد اجتماع مسائي، أن الاتجاه نحو حكومة وحدة وطنية وليس حكومة شفافة كما يريد المجتمع الدولي؛ ما قد يضع بعض العراقيل من ناحية التسميات"، لافتًا أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والذي لا بد أن يأتي رئيس حكومة وفقًا لقراراته نظرًا لعلاقاته العربية والدولية، يشترط عدم وجوده في أي حكومة يتواجد بها وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل بسبب الخلافات السياسية بينهما.
الاستقالات ردة فعل طبيعية.. والحكومة تبلغت بكارثة المرفأ
من جانبه قال المحامي والمحلل السياسي جوزيف أبي فاضل: إن الاستقالات التي شهدتها لبنان تعد ردة فعل طبيعية على كارثة مرفأ بيروت والتي أسفرت عن آلاف الضحايا؛ ما أدى إلى نتيجة طبيعية لدى اللبنانيين بسبب الفساد وكثرة الإهمال بالبلد.
وأوضح أبي فاضل في تصريحات لـ"العرب مباشر"، سبب الغضب الشعبي على الحكومة، قائلاً: "فالحكومة السابقة تبلغت من الجيش اللبناني وبعض الأجهزة الأمنية أن هناك 2750 طنًّا من مواد نترات الأمونيوم ولكنها لم تقدم على شيء"، مشيرًا أنه كان لا بد من عدم الاستمرار في هذا النهج الحكومي وأداء السلطة غير المقبول.
تابع: "فهناك في لبنان سلطة موروثة منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم استباحت لبنان بالطول والعرض".
ثلاثة سيناريوهات تحوم حول المشهد اللبناني
اعتبر الدكتور مصطفى علوش عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل اللبناني، أن الوضع في لبنان لا ينذر بأن هناك انفراجة قريبة لتعقيداته، مشيرًا أنه من المتوقع حدوث ثلاثة سيناريوهات بعد تقديم "دياب" لاستقالته.
تابع علوش في تصريحات لـ"العرب مباشر": "السيناريو الأول أن يتم تشكيل حكومة مستقلة بالفعل تضم وزراء مستقلين، وتحت رئاسة شخصية مخضرمة وذات ثقة محلية ودولية، السيناريو الثاني فيتمثل في العودة إلى منطقة حكومات الوحدة الوطنية التي لم تنجح في السابق، على حسب قوله، أما السيناريو الثالث فهو ألا يتم توافق وتتأخر الطبقة السياسية في تشكيل حكومة قادمة؛ ما ينذر بكارثة كبيرة على المشهد اللبناني".