معركة أردوغان والمعارضة.. بين الاعتداءات والتهديد بالقتل

معركة أردوغان والمعارضة.. بين الاعتداءات والتهديد بالقتل
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تواجه الأحزاب السياسية الجديدة في تركيا صراعًا في معركتها ضد أردوغان، ويشكو حلفاء الرئيس القدامى من التهديدات والتعتيم الإعلامي وهم يسعون إلى إسماع صوتهم.


ويتعرض قادة الأحزاب المعارضة للاعتداءات بالضرب والتهديد بالقتل بصورة مستمرة في ظل صمت الأجهزة الأمنية التي تحمي أردوغان وحلفاءه.

الاعتداء على المعارضة

تعرض سلجوف أوزداج وهو نائب سابق في حزب العدالة والتنمية الحاكم والآن مسؤول كبير في حزب منشق حديث التكوين، للضرب المبرح، وأصيب بكسر في ذراعه وإصابة في الرأس احتاجت إلى 17 غرزة.


وكان أوزداج في طريقه لأداء صلاة الجمعة عندما قابلته مجموعة من الرجال عند بوابته الأمامية يلوحون بعصي خشبية وبندقية.


ووفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإنه يشتبه  في أن مرتكبي الهجوم الشهر الماضي لهم صلات بشركاء الرئيس رجب طيب أردوغان في الائتلاف اليميني -حزب الحركة القومية (MHP)- الذين تشاجر معهم لفظيًا في الأيام التي سبقت الهجوم.


ونفى حزب الحركة القومية هذا الادعاء، لكن أوزداغ البالغ من العمر 62 عامًا يقول: إن التحالف الحاكم في تركيا يخاف من مجموعته السياسية الجديدة، التي تستهدف أنصار أردوغان المحبطين. 


وقال لصحيفة فايننشال تايمز: "حكومة اليوم يائسة، هؤلاء الناس خائفون من الديمقراطية والشفافية ومن المحاسبة".


ويعد العنف ضد أوزداج هو مثال عميق على التحديات التي واجهتها أحدث مجموعتين معارضة في تركيا بعد عام واحد من تشكيلهما بعد انفتاح هوة في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.


وأوزداج هو نائب رئيس حزب جيليسك (المستقبل) اليميني المحافظ الذي أسسه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو في ديسمبر 2019، حيث عانى حزب العدالة والتنمية من انقسام غير مسبوق في صفوفه.

ذعر أردوغان

وهناك حركة انفصالية ثانية وهي حزب ديفا (ريميدي)، التي أسسها المعلم الاقتصادي السابق لأردوغان، علي باباجان، في مارس من العام الماضي بهدف كسب تحالف عريض من الناخبين من اليسار واليمين.


وعندما بدأ الحزبان، جادل المحللون بأن لديهم القدرة على تشكيل تهديد للرئيس التركي، الذي حكم لما يقرب من عقدين من الزمن، لكن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه عانى من تآكل الدعم منذ ذروته الانتخابية عام 2011.


وقال سليم سازاك، الباحث الزائر في جامعة بيلكنت في أنقرة: "من الصعب حقًا القيام بحملة والوصول إلى الناخبين عندما يقوم الناس بنصب كمين لك وضربك".


ولا شك أن الحزبين الشابين -وكلاهما سيتأهل في الأشهر المقبلة للمشاركة في الانتخابات- قد أثار حفيظة الرئيس التركي، الذي لجأ إلى عدد كبير من الطرق لإحباط حلفائه السابقين.


ويقول مسؤولون من حزب جيليسيك بزعامة داود أوغلو: إن المجندين المحتملين، وكثير منهم ينتمون إلى صفوف حزب العدالة والتنمية، تعرضوا للتهديد بفقدان الوظائف الحكومية أو عقود العمل إذا ما تركوا الحزب.


وفي العام الماضي، تم إغلاق جامعة أنشأها رئيس الوزراء السابق بمرسوم رئاسي.


وقال محمد أمين أكمين، نائب رئيس حزب ديفا بزعامة باباجان، إن هناك تعتيمًا إخباريًا عن الجماعة في وسائل الإعلام الموالية للحكومة وبين ساسة الحزب الحاكم.

وقال: "إنهم يتحدثون كما لو أنه لا يوجد حزب اسمه ديفا ولا شخص اسمه علي باباجان".


حتى الأعداد الصغيرة من الانشقاقات بين ناخبي حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في عام 2023، يمكن أن تسبب صداعا لأردوغان، الذي يجب أن يحصل على 50% على الأقل من الأصوات، حيث فاز في انتخابات 2018 بنسبة 52.6%، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هناك شريحة متنامية من ناخبي حزب العدالة والتنمية المترددين.