معمر القذافي.. حاكم مثير للجدل في حياته واغتياله

معمر القذافي.. حاكم مثير للجدل في حياته واغتياله
الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي

اشتهر بتصريحاته وسياساته الغريبة، على مدار أعوام حكمه التي لعلها الأطول بين الحكام العرب، لتنهيها ثورة ١٧ فبراير ٢٠١١، قبل أن يودع الحياة تماما العقيد معمر القذافي قبل ٩ أعوام.

البداية والنشأة


ولد القذافي، في عام 1942، بمنطقة سرت الليبية، وتعلم في مدرسة في سبها بجنوب البلاد، ثم جامعة بنغازي، قبل لانضمامه إلى الجيش، حيث عرف بأفكاره القومية ومشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضد الهجوم على مصر بعد تأميم القناة عام 1956.

عقب ذلك، أثناء دراسته في الكلية العسكرية بليبيا، وضع خطة الانقلاب على الملكية، وتلقى تدريبا إضافيا قبل عودته إلى مدينة بنغازي، التي أطلق منها انقلاب 1 سبتمبر 1969، ثم تولى القذافي سلطة البلاد، ودشن فلسفته السياسية في السبعينيات في كتابه الشهير "الكتاب الأخضر" الذي اعتبره طريقا ثالثا "لا اشتراكيا ولا رأسماليا".

حكمه لليبيا


بعد تمكنه من مقاليد الحكم الليبية، طرد قوات الولايات المتحدة وبريطانيا، وأمم النفط الذي كانت تستثمره شركات أجنبية، ما أثار غضب الدول الأجنبية، فضلا عن استحداثه عام 1977 نظاما أطلق عليه "الجماهيرية" أو "دولة الجماهير" أي وضع السلطة بيد الآلاف من اللجان الشعبية.

كما حرص على الاستفادة من الثروة النفطية في تحسين الوضع الاجتماعي، وفرض سياسات الحكم العسكري لذلك تعامل بقسوة بالغة مع أي شكل من أشكال المعارضة.

ورفع شعار توحيد الأمة العربية وتحقيق أهدافها، لذلك قدم نفسه كقائد قومي للعرب على غرار الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، قبل أن يكتشف مدى صعوبة الأمر، فأولى عن تلك الفكرة واتجه للتركيز على إفريقيا وقدم نفسه مجددا كزعيم إفريقي، ليثير الكثير من الجدل بسبب تدخله في شؤون بلدان أخرى، وهو ما تسبب في عدة أزمات خارجية، وهزيمة مخزية للقوات الليبية في تشاد عام 1987، فضلا عن المواجهة العنيفة الفاشلة مع أميركا التي فرضت لاحقا على طرابلس عقوبات قاسية، وهو ما تسبب في عزلة دولية ضخمة لليبيا.

وفي الوقت نفسه، تآمر على عدد من البلدان العربية، بالتعاون مع قطر، من بينها السعودية والإمارات، وهو ما تم الكشف عنه مؤخرا، عبر تسريبات صوتية ورسائل ببريد هيلاري كلينتون.

الثورة الليبية


في ١٧ فبراير ٢٠١١، اندلعت مظاهرات حاشدة في ليبيا ضد حكم القذافي، بينما سارع الرئيس لقمعها، ما دفع الثوار إلى تشكيل حكومة للمعارضة، في بنغازي، وسميت بالمجلس الوطني الانتقالي، ما أدى لحرب أهلية بالبلاد، والتدخل الدولي بها، ثم تجميد أصول القذافي وعائلته.

وفي أثناء ذلك، خسر القذافي وقواته معركة طرابلس في أغسطس 2011، بينما سيطر المجلس الانتقالي على أجزاء عديدة من ليبيا، ودخل إلى مدينة سرت، التي كان يختبئ بها الرئيس الليبي السابق.

مقتل القذافي


في ٢٠ أكتوبر ٢٠١١، قتل الرئيس الليبي معمر القذافي في مدينة سرت، بعد ٨ أشهر من اندلاع ثورة 17 فبراير التي أطاحت بحكمه الذي استمر لحوالي 42 عاما، إلا أنه حتى الآن تعددت الروايات بشأن تفاصيل اغتياله، والتي ما زالت محل جدل كبير.

من بين تلك الروايات أن القذافي لجأَ إلى أنبوب صرف كبير مع عدد من الحراس الشخصيين، لكن قوات المجلس الوطني الانتقالي، عثرت عليهم وانهالت عليهم بالرصاص، وأصابت القذافي بالرصاص الحي في ساقه وظهره، فيما كشف تقرير للأمم المتحدة صدر في مارس 2012، عن رواية أخرى بشأن القبض على الرئيس الليبي الراحل، بأنه أصيب بشظايا قنبلة يدوية كانَ قد ألقاها أحد رجاله مما تسبب في تمزق الواقية من الرصاص، فجلس على الأرض في حالة ذهول وصدمة وهو ينزف من جروحه ثم لوح أحد الموالين له بعمامة بيضاء في إشارة إلى استسلام الهاربين بمن فيهم معمر القذافي نفسه.

وكشفت بعض رسائل البريد الإلكتروني، التي رفعت عنها السرية، أن القذافي، اغتيل بسبب رغبة فرنسا في الحفاظ على قبضتها المالية بالقارة الإفريقية، لإحباط محاولته إصدار عملة إفريقية مدعومة بالذهب، والوصول إلى حصة أكبر من إنتاج النفط الليبي، وإلى تقويض القذافي على المدى الطويل لتحل محل فرنسا كقوة مهيمنة في إفريقيا الفرانكوفونية، وفقا لما تم الكشف عنها بعد نشر أميركا لحوالي 3000 رسالة إلكترونية سرية لأول مرة، تتضمن أدلة دامغة عن استخدام الدول الغربية لحلف الناتو كأداة لإسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي.