منتمٍ للوفاق.. من هو سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر سيتي الإرهابي؟
اسمه مميز يحتل مكان الصدارة بين القتلة والإرهابيين، الذين سقط على أيديهم أرواح العديد من الأبرياء والمساكين في بريطانيا وغيرها، فكان أحد الأدوات الإرهابية للضغط على المملكة المتحدة وتشويهها من أجل تزييف حقيقة تلك الجماعات المتطرفة، فاشتهر بلقب "منفذ هجمات مانشستر".
من هو منفذ هجوم مانشستر؟
رغم صغر سنه، إلا أن نشأته وبداياته كانت بين الإرهاب والتطرف، حيث إن سلمان العبيدي، ولد عام 1994، ووالديه هم رمضان، وهو ضابط سابق، ووالدته سامية طبال، مولودان في ليبيا، ولكنهما هاجرا إلى لندن، هربًا من نظام معمر القذافي، ثم انتقلا إلى فالوفيلد بجنوب مانشستر حيث يعيشان منذ أكثر من عقد من الزمان.
نشأ سلمان في منطقة والي راينج بالقرب من إحدى المدارس التي انتقل طلابها إلى المنطقة التي يسيطر عليها "داعش" في سوريا، لكن أسرته لم تكن اجتماعية على الإطلاق ولم يختلطوا بالآخرين، وكانوا يرتادون مسجد ديدزبوري المحلي، بينما عرف شقيقه بعنفه وكثرة مشاكله.
وتلقى عبيدي تعليمه في مدرسة في مانشستر، ثم التحق بجامعة سالفورد قبل أن ينقطع عن الدراسة، ويعمل في مخبز.
العلاقة مع الإرهاب
مسجد ديدزبوري، في مانشستر التابع لمركز إسلامي يحمل الاسم نفسه، كان النقطة الأولى لتورط العبيدي، حيث كان كنيسة "ميثودية" بنوها في 1883 وتحولت بعد أن اشترتها الجالية الإسلامية في 1967 إلى مسجد يرتاده 3000 شخص أسبوعيًّا، وكان والده رمضان من المؤذنين فيه أحيانًا.
وقبل فترة وجيزة من هجوم مانشستر، الذي وقع في 22 مايو 2017، سافر العبيدي لمدة 3 أسابيع في ليبيا وعاد إلى بريطانيا لتنفيذ مجزرته التي راح ضحيتها 23 قتيلًا وعشرات الجرحى وفقدان بعضهم أطراف من أجسامهم في مانشستر، أثناء حفل غنائي لمغنية البوب الشهيرة أريانا غراندي، من خلال هجوم انتحاري نفذ بواسطة عبوة ناسفة، وسرعان ما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الانفجار، بينما تم القبض على شقيق العبيدي.
علاقته مع الوفاق
ورغم تلك الاتهامات العلنية، إلا أن حكومة الوفاق وليبيا ارتبطوا بعلاقات واضحة مع أسرة العبيدي، ما يكشف تخطيطهم لتلك المهمة ورعايتهم لأسرة الإرهابيين، رغم محاولات الطرفين إخفاء ذلك.
وكشفت مصادر بريطانية أن والد مفجر مانشستر انتقل من ليبيا إلى إسطنبول لتلقي العلاج على حساب حكومة الوفاق، حيث إن رمضان العبيدي، الذي اعتقلته جهات أمنية في طرابلس عام 2017 بعد ساعات فقط من إصراره على أن نجله سلمان لم يكن وراء التفجير الانتحاري في المملكة المتحدة، سافر إلى إسطنبول للعلاج بانتظام بأموال الوفاق.
لماذا ظهر اسمه من جديد؟
عاد اسم سلمان العبيدي مجددًا للظهور على الساحة السياسية، بعد تقرير صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، الذي تناولت فيه توقيف لاجئ ليبي في لندن، متورط بحادث طعن بمدينة ريدينج، مؤخرًا، وهو ما كشف الكثير عن العلاقة التي توصف بالمعقدة بين بريطانيا ومتشددين ليبيين.
وأرجعت الصحيفة العمل الإرهابي إلى منح بريطانيا حق اللجوء لعدد من المتشددين من دول إفريقية خاصة ليبيا، عندما كان رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير موجودًا بالسلطة، وحينما وصل ديفيد كاميرون إلى رئاسة الوزراء دعم الجماعات التي كانت تخطط إلى الإطاحة بالقذافي، فتم السماح بسفر المئات من المهاجرين الليبيين ببريطانيا حتى يشاركوا في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، ومن بين هؤلاء الذين غادروا يوجد أعضاء في الجمعية الإسلامية الليبية للقتال، وعدد منهم استقر في مدينة مانشستر البريطانية بعد الهروب من نظام القذافي.
ومع مرور الأعوام، تطورت أعداد وتلك الشخصيات الإرهابية في بريطانيا، من أجل الضغط على لندن لاتخاذ موقف مناهض لحكومة الوفاق، لذلك تدعو الأطراف السياسية في البلاد إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية ضد الإسلاميين بشكل عام.