غضب واسع ضد الحوثي بعد مقتل الشيخ ناصر السعيدي في العبدية باليمن

قتل الشيخ ناصر السعيدي أحد مشايخ مأرب باليمن

غضب واسع ضد الحوثي بعد مقتل الشيخ ناصر السعيدي في العبدية باليمن
صورة أرشيفية

قتل الشيخ ناصر السعيدي أحد مشايخ مأرب باليمن، ليلحق بأولاده الأربعة الذين استشهدوا، خلال الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية الإرهابية على مديرية العبدية، وكان السعيدي قد فقد أولاده الأربعة "البراء، المنذر، معاذ، أنس"، الذين استشهدوا في ذات المديرية منذ أسابيع، إضافة إلى الكثير من الجرائم التي ترتكب بشكل كبير في العبدية.

قيادات اليمن يرصدون سجل بطولات السعيدي

ونعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استشهاد المناضل الشيخ ناصر السعيدي، في ميادين العزة والكرامة في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، مشيدا بالمواقف البطولية التي سطرها الشهيد المناضل السعيدي في مختلف جبهات القتال مع رفاق دربه من أبطال الجيش والمقاومة الشعبية في مواجهة الميليشيات الحوثية الإيرانية، والدفاع عن الثورة والجمهورية والمكتسبات الوطنية، وتلقين الميليشيات الإيرانية دروساً قاسية في التضحية والفداء.. مؤكداً أن مثل هذه المواقف التي سطرها الشهيد السعيدي ستظل حاضرة في وجدان وذاكرة الأجيال القادمة.

كما نعى رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، استشهاد المناضل الشيخ ناصر أحمد السعيدي، وهو يؤدي واجبه الوطني في جبهات البطولة وميادين العزة والشرف، مشيدا ببطولات ومناقب الشهيد المناضل الشيخ ناصر السعيدي وما سطره من بطولات خالدة في مقارعة ميليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانيا، حتى ارتقى إلى جوار ربه شهيدا مجيدا ملتحقا بأبنائه الأربعة الأبطال الذين سبقوه في الشهادة مقدمين بدمائهم نموذجا ملهما بأن الشعب اليمني لن يقبل المشروع العنصري الحوثي مهما كانت التضحيات.. مؤكدا أن هذه المواقف النضالية المشرفة والتضحيات العظيمة للشهيد السعيدي وأبنائه الأبطال، وتضحيات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل والشعب اليمني، ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ وستكتب بأحرف من نور.

حزن بعد مقتل المناضل السعيدي 

وسيطرت حالة حزن بالغة لدى المغردين اليمنيين الذي ودعوه بكلمات مؤثرة، وقال عامر الحميقاني، الباحث والصحفي اليمني، عبر تويتر: "إن الشيخ ناصر السعيدي أبو الشهداء، قدم أربعة من أبنائه شهداء وآخرهم قبل أسبوع، واليوم يرتقي شهيدا ويلحق بركب أبنائه الأربعة الشهداء شهيداً مجيدا في الدفاع عن كرامته وعرضه وعلى تراب أرضه العبدية". 

جرائم الحوثي وتغاضٍ دولي 

وقال عبدالكريم الأنسي، المدير التنفيذي لمنظمة اليمن أولا، إن جرائم الحوثي تفاقم في العبدية، المحاصرة من جحافل ميليشيات الحوثي، جنوبي محافظة مأرب، شرقي اليمن، وسط تغاضٍ من المنظمات المحلية والدولية، وهناك معاناة حقيقية على أرض الواقع بمنع وصول الخدمات والمساعدات الإغاثية، وحتى الفرق الطبية والإسعافات والأدوية. 

وأضاف المدير التنفيذي لمنظمة اليمن أولا في تصريح لـ"العرب مباشر": أن الحوثي اغتال المناضل الشيخ ناصر السعيدي، صاحب سجل كبير من البطولات والتضحيات ضدهم في العبدية، وهو ما يجعل هناك الكثير من التساؤلات حول موقف الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تجاه تلك الجرائم الحوثية.

وتابع الأنسي: إن جرائم الحوثي أصبحت تتم بشكل بشع في العبدية، وهناك قتل عمد للمشايخ والمناضلين أصحاب سجلات البطولات، ولكن الشعب اليمني سيكون له رد على تلك الجرائم، بالتصدي والوقوف في وجه تلك الجماعات الإرهابية. 


توثيق جرائم الحوثي في العبدية 

ووثق تقرير مكتب حقوق الإنسان بمأرب الحصار الخانق الذي ترتكبه ميليشيا الحوثي منذ أسبوعين على أكثر من 35 ألف نسمة، يتوزعون على نحو 5300 أسرة تقطن نحو 15 قبيلة في قلب المديرية وأطرافها، وفقا لما أكده التقرير.


ولفت التقرير إلى معاناة المديرية، من العجز والنقص الكبير في جميع المتطلبات الأساسية، في مقدمتها مواد الغذاء والدواء، جراء الحصار الخانق.

وذكر التقرير، أن 3 أشخاص على الأقل توفوا إثر تفاقم حالتهم  الصحية وأن 23 آخرين مصابون بالفشل الكلوي يحتاجون للأدوية والمستلزمات الدوائية، ونقلهم إلى مشافٍ، ومراكز صحية تقع خارج المديرية، كما أن 11 شخصا آخرين مصابون بالسرطان لا يستطيعون التنقل بسبب الحصار.

وأعلن التقرير أن "أكثر من 9827 طفلاً بحاجة لرعاية صحية وتوفير الاحتياجات الطبية اللازمة. وأن قرابة 4265 طفلاً يعانون سوء التغذية الوخيم، فيما ما يقارب 3415 امرأة بحاجة إلى رعاية صحية أولية. وجميعهم لا يحصلون على الرعاية جراء الحصار.

وأوضح أن ميليشيا الحوثي ومنذُ العام 2015م نفذت أكثر من 2523 هجوما على قرى المديرية. كما زرعت ما يزيد عن 4289 لغما أرضيا وعبوة ناسفة بالطرقات والمناطق السكنية؛ ما تسبب بإصابة أكثر من 262 مدنيا، بينهم 32 امرأة وقرابة 26 طفلاً.

وأدى القصف العشوائي للميليشيات على المناطق الآهلة بالسكان بالصواريخ البالستية والطائرات المُسيّرة، وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إلى إصابة أكثر من 135 مدنيا بينهم 31 امرأة و17 طفلا، إضافة إلى تدمير وتضرر أكثر من 442 سيارة ومركبة مدنية للمواطنين.

وبحسب التقرير فإن حالات الاختطاف التعسفية بحق أبناء المديرية وصلت إلى أكثر من 3287 واقعة. في حين أسفر الاستهداف الحوثي لمناطق المديرية إلى توقف نحو 18 مدرسة عن الخدمة. الأمر الذي أدى إلى التوقيف التام لعدد 8392 طالبا وطالبة عن التعليم.

وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد وجه نداء عاجلا للمجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي لوقف جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق المدنيين في مديرية العبدية بمحافظة مأرب بعد فرضها حصارا غاشما عليها.