فئات "قطر" المُهمَّشة.. أوجاع لا يسمعها أحد

فئات
الشيخ تميم بن حمد آل ثان

فئات مُهمَّشة يعيشون معاناة كبيرة داخل دولة قطر، ولا يشعر بأزماتهم ولا المأساة التي يواجهونها أحد، يسيرون في طرق مظلمة دون إيجاد بارقة أمل، يتخبطون ويعانون ولا يسمع بأوجاعهم أحد، يُمنعون عن التوثيق أو الحديث عن أزماتهم خوفًا من الملاحقات، والتهديدات التي تصوب لأي قطري يمس الشأن الداخلي القطري.

 

"المتقاعدون" فئة يتجاهلها النظام القطري

ضياع كامل لحقوق المتقاعدين في قطر، بالمقارنة لأوضاعهم مع الدول الأخرى، إذ إن  نظام التقاعد في قطر يعتريه الكثير من الشوائب والعلل في البلاد، وعلى الرغم من تزايد المطالبات بحل أزمة المتقاعدين ووضع حد لحقوقهم المهدورة، لكن لا يتحرك ساكن للجهات المسؤولة في الدوحة.

وتنطلق أزمة المتقاعدين القطريين من تقاضيهم رواتب قليلة جدًّا، بعد تجريد معاش التقاعد من كل البدلات والعلاوات التي كان يحظى بها الموظف أثناء قيامه بواجبات وظيفته، ومنها بدل السكن، إذ يتم سحب السكن الحكومي من الموظفين بعد إحالتهم للتقاعد. 

كما أن نظام التقاعد القطري يفرض إحالة الموظف إلى التقاعد في سن مبكرة، مما يؤدي إلى ضياع كفاءات وعدم استغلالها، فضلاً عن عدم قدرة المتقاعد على البحث عن عمل آخر بديل.

أسباب تجاهُل المسؤولين للأزمة

يقول الدكتور محمد الكبيسي، الصحفي والكاتب القطري: إن المسؤولين لا يهمهم وضع المتقاعدين، لعدة أسباب منها أن قانون التقاعد الظالم لا يشملهم، ولا يقرب من حقوقهم المالية بعد خروجهم من المنصب. 

وأضاف الكبيسي: "فالوزراء لهم قانون تقاعد خاص بهم، وهو القانون رقم (21) لسنة 2004 بشأن الوزراء. والملاحظ أن الوزير لا يدفع أي نسبة من راتبه لصندوق التقاعد، لأنهم ببساطة، يتبعون لصندوق آخر ليست له علاقة بصندوق تقاعدنا. صندوق متضخم بالأموال التي لا تنضب".

الأزمات المالية للدوحة تلقي بظلالها على المتقاعدين

فيما تقول "سما الفهد"، 53 عاما، قطرية، إن الأزمة التي تمر بها البلاد من اقتصاد ينحدر، وعجز مالي نتيجة انخفاض أسعار النفط، والإنفاق على مشاريع منشآت كأس العالم، فضلاً عن المقاطعة المفروضة على النظام، جعلت الدولة غير قادرة على النظر إلى أزمات المواطنين.

وأضافت الفهد: "وبذلك فإن النظام القطري غير قادر على الالتزام بأي نفقات إضافية، وعاجز عن الإيفاء بأي وعد أمام الشعب في الوقت الحاضر ومستقبلاً".

أزمات المعلمين في قطر تتفاقم 

من ناحية أخرى يعاني القطاع التعليمي في قطر من أزمات متلاحقة، من بينها الفصل المتكرر للمعلمين والمعلمات القطريات دون ذكر أسباب، بالإضافة لطول ساعات العمل التي فُرضت على قطاع المعلمين، بعد المقاطعة نتيجة خسارة البلاد العديد من العمالة المصرية في التعليم، ومع ذلك لم يتم إضافة أي علاوات للمعلمين القطريين.

ووفقًا لمعلمين قطريين، فإن قلة وسائل التشجيع والتحفيز وقلة الرواتب أمام ساعات العمل وراء عزوف القطريين عن المهنة، منوهين بأنّ كثرة الأعباء الإدارية وإعداد ملفات الأنشطة المدرسية والمناوبات، وزيادة أعداد الطلاب والحصص، وحضور الورش التطويرية بعد انتهاء اليوم المدرسي هي التي تثقل كاهل المعلمين، وهذا لا يجعلهم متفرغين للبحث والاطلاع لإثراء مهاراتهم وقدراتهم.

والعام الماضي أدت وقائع فساد مالي وإداري ارتكبها التنظيم إلى تعرض 20 معلمة قطرية للفصل من مدارسهن دون إبلاغهن بأسباب القرار، وأرفقت نسخة من قرار صادر من مكتسب وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي التابع لتنظيم الحمدين بتاريخ 16 يناير 2019 يفيد بإنهاء خدمة إحدى المعلمات واستكمال إجراءات إخلاء طرفها دون ذكر أي أسباب تتعلق بقرار الفصل.

إعطاء امتيازات للمعلم القطري تشجعه على مهنة التدريس

قال  "سعد محمد ماجد المري" معلم العلوم الشرعية بمدرسة عبدالله بن رواحة الابتدائية في الدوحة: إن كثرة عدد الطلاب في الصفوف الدراسية، وزيادة أعباء الحصص المدرسية ، وطول اليوم المدرسي أبرز التحديات التي تواجه المعلمين ، معربًا عن أمله أن يحظى المعلم القطري بامتيازات وظيفية كتلك التي يحصل عليها الموظفون في جهات أخرى ، وهذا يعمل على تحفيز القطريين على مهنة التدريس والإقبال عليها.

مهنة التمريض طاردة للكفاءات الوطنية

وتعد الممرضات القطريات حقهن مهضوم ومن أشد الفئات الوظيفية في قطر إهدارًا للحقوق، ولا سيما أن مهنة التمريض ليس لديها سلم وظيفي واضح للترقيات، والممرضات يخضعن لقانون مؤسسة حمد الطبية، ويعتبر معظم الممرضات القطريات أنَّ مهنة التمريض من المهن الطاردة لهن، لعدم وجود امتيازات ومخصصات تليق بالدور الذي يقمن به.

وفي هذا السياق تقول "سارة القحطاني": إن هناك الكثير من التجاوزات لاسيما فيما يتعلق بالترقيات الممنوحة للممرضات، وأظن أنَّ ما يحدث في أروقة المؤسسات الصحية الحكومية يتعارض مع توجهات الدولة في دفع الطالبات القطريات للالتحاق بكليات التمريض ، والسبب في ذلك ردود الفعل من المواطنات القطريات المنخرطات في هذا المجال، الرافضات للكثير من عدم العدالة في المخصصات المالية، والامتيازات التي يحصل عليها الكادر الطبي من المواطنين والمواطنات.

أصحاب الهمم يكشفون جحود النظام القطري

انتهاكات تنظيم الحمدين طالت أصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة من الطلاب أيضًا، ومن بينهم الطلاب المكفوفون، حيث اشتكى أولياء أمور الطلاب بمركز النور للمكفوفين في قطر من تدهور الخدمات التي يقدمها المركز بسبب تنقل تبعية المركز إلى أكثر من جهة خلال السنوات الأخيرة.

فيما اشتكى عدد من الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما أسموه بطالة مقنعة، يكونون هم طرفها، موضحين أن بعض المؤسسات تشركهم في وظائف دون أن تؤمن بقدراتهم أو تقدم لهم الدعم والتدريب الكافي، ليشاركوا في العمل بصورة جيدة، الأمر الذي لا يمثل توظيفًا حقيقيًا لذوي الاحتياجات الخاصة، بقدر ما هو ملء لشواغر تقتضي القوانين ملأها بهم.