اشتعلت التوترات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد حادث مقتل عدد من الجنود والضباط الأتراك في أحد كهوف العراق.

وأعلن أردوغان أن إدانة الولايات المتحدة للقتلى "مزحة"، قبل أن تقدم الولايات المتحدة توضيحًا سريعًا، ولكنه لم يكن كافيا ليعكس السياسة الأميركية الجديدة ضد تركيا.

أزمة جديدة

تلوح في الأفق أزمة جديدة بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، على إثر مقتل ١٣ جنديا وضابطا تركياً في أحد كهوف العراق.

ووفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، فإنه رغم محاولات الولايات المتحدة لاحتواء الأمر وتهدئة الأزمة إلا أن العلاقات بين الطرفين قد لا تشهد تحسنا كبيرا.

وشكك الرئيس رجب طيب أردوغان في الدعم الأميركي بعد مقتل 13 جنديًا ورجل شرطة محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وتقول رواية الحكومة التركية: إن الأسرى الأتراك أعدموا على يد خاطفيهم من حزب العمال الكردستاني.

بينما يؤكد حزب العمال الكردستاني أن الضربات الجوية التركية تسببت في الوفيات. 

كانت الإدانة الأميركية التي أعقبت ذلك بمثابة تحوط؛ حيث قدمت الخطاب القوي المعتاد بشرط تأكيد التقارير.

سخرية أردوغان

وسرعان ما سخر أردوغان من رد الفعل الأميركي باعتباره "نكتة"، حيث استدعى السفير الأميركي في تركيا واتهم الولايات المتحدة بالتردد في الدعم. 

وقال أردوغان: "إذا كنا معكم في الناتو، وإذا أردنا مواصلة وحدتنا، فعندئذ سوف تتصرفون بإخلاص تجاهنا، بعد ذلك ستقف معنا لا مع الإرهابيين".

في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أن "إرهابيي حزب العمال الكردستاني يتحملون المسؤولية"، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس.

وبحسب المجلة فلن يكون هذا الخلاف هو الأخير، بين تركيا والولايات المتحدة بسبب الدعم الأميركي للأكراد وتحديدا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش، وهو تحالف عسكري ما زال يثير غضب أنقرة.

غضب المعارضة التركية

ووفقا للمجلة، فإن رد فعل الولايات المتحدة على الحادث، قد ينظر له على أنه تكتيك للتحول في السياسة الأميركية ضد تركيا.

وشنت أحزاب المعارضة هجوما قويا على الحكومة التركية، وتساءلت عن سبب فشل الحكومة في التفاوض على إطلاق سراح الرجال وخاطروا بعملية عسكرية لإنقاذهم، وفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وترى المعارضة أن أردوغان يرغب في استغلال الحادث لإشعال المشاعر المعادية للأكراد وتحقيق أهدافه المشبوهة المتمثلة في قمع الأكراد.

في 1 فبراير، طرح أردوغان إمكانية كتابة دستور جديد، بناءً على فكرة تم التعبير عنها قبل أسابيع من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، حليف أردوغان، الذي اقترح تغييرًا دستوريًا لحظر حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. 

وبالأمس كان أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي من بين المعتقلين في اعتقالات جماعية استهدفت عناصر مفترضة من حزب العمال الكردستاني.