أطلق أردوغان سراحه.. من هو زعيم المافيا التركية وجناح الرئيس السري؟
بسبب علاقة الصداقة الخفية التي تجمعهم، كان إطلاق سراح زعيم المافيا التركية علاء الدين تشاكجي من أحد سجون العاصمة أنقرة، بقرار من الرئيس رجب طيب أردوغان، ضمن عفو مثير للجدل في إطار تدابير الحكومة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بالسجون في البلاد.
إطلاق السراح
ووفقاً للصحف التركية، فإنه يوم أمس الخميس، تم إطلاق سراح علاء الدين تشاكجي، المدان بالتحريض على القتل وجرائم أخرى، من سجن سنجان بأنقرة، بدعم من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه اليميني حزب الحركة القومية، ونشرت لقطات تظهر قافلة تقل زعيم المافيا بعيداً عن السجن.
إطلاق سراح ذلك السجين الأخطر في البلاد، أثار جدلاً وقلقاً ضخماً بتركيا، جراء التداعيات التي ستشهدها الساحة السياسية والحياة المدنية بعد خروج عدد من زعماء المافيا التركية من السجون، حيث إنهم معروفون منذ عشرات الأعوام بتنفيذ الأعمال القذرة للدولة العميقة وأجنحتها المختلفة التي نجحت أن تكون الحكومة السرية أو الدولة داخل الدولة بما كل ما تحمله الكلمة من معنى.
من هو تشاكجي؟
اختار علاء الدين تشاكجي، لنفسه لقب "زعيم الجماهير" في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وعُرف بدعمه لأردوغان وتنفيذه للكثير من أعماله القذرة والخفية، إلا أنه أدين بتدبير قتل زوجته أمام ابنهما والهرب خارج البلاد عام 1995، قبل أن يتم تسليمه من فرنسا لتركيا عام 1998 وقضى عقوبة سجن مدتها 4 أعوام.
بعد خروجه من سجنه، سافر إلى النمسا، إلا أنها رحَّلته في عام 2004، إلى تركيا مجدداً، لإدانته في عدة قضايا، وإصدار أحكام قضائية بتهم عدة من بينها تنظيم وقيادة منظمة إجرامية، والتحريض على القتل وإهانة الرئيس أردوغان، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2006، ولكن تم تخفيض العقوبة لاحقاً إلى 19 عاماً وشهرين.
العلاقة بالسلطة
ارتبط تشاكجي بعلاقات قوية مع السلطة، حيث إنه مقرب بشدة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشه، الذي زاره بالسجن في 2018، وفي مستشفى بمقاطعة كيركالي بوسط الأناضول، وطالب أكثر من مرة بإطلاق سراحه.
كما كشفت تقارير استخباراتية أجنبية نشرتها الصحافة التركية مسبقاً، أن الاستخبارات التركية استخدمت تشاكجي من أجل "تنفيذ أعمال قذرة لا يمكن تنفيذها بشكل قانوني وتصفية الإرهابيين" في الحرب ضد المنظمات اليسارية.
واعترف تشاكجي بنفسه في المحكمة بصفته شاهداً في قضية تنظيم أرجنكون التي بدأت في عام 2008 بأنه قدم خدمات كثيرة للدولة، ما فضح مخططات أردوغان حينها.
دعم أردوغان
في يونيو 2018، أثار زعيم المافيا التركية جدلاً ضخماً، بإعلانه من محبسه دعم أردوغان، وتحالف "الجمهور" الذي شكله الرئيس وحزب الحركة القومية لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة حينها.
كما أعلن أنه سينقل نحو 50 مليار دولار إلى الاقتصاد التركي مباشرة بعد فوز التحالف، مخاطباً أردوغان مباشرة بالقول: "السيد الرئيس، قلت الشيء نفسه من قبل. إذا لم تكن هناك عدالة، ستنهار الدولة".