الدور القطري في العراق.. أموال مشبوهة وأوامر إيرانية
دور مشبوه يلعبه النظام القطري في العراق منذ سنوات، قدم خلالها خدمات هائلة للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش"، في جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات وبؤرة للتنظيمات المتطرفة من جهةٍ، وأرض تابعة للسيطرة الإيرانية من جهةٍ أخرى حتى أصبحت تدريجيًا قناة الجزيرة الذراع الإعلامية للنظام القطري ناطقًا رسميًا بلسان النظام الإيراني في العراق فساهم النظام القطري في تحويل حياة المواطنين العراقيين إلى جحيم حقيقي بدعم لا ينقطع لمعظم الميليشيات المسيطرة على حياة المواطنين في العراق.
تاريخ من تمويل ودعم الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط
يقول تقرير نشر من خلال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: إن الولايات المتحدة دائمًا ما ترى دولة قطر بأنها متساهلة مع تمويل الجماعات الإرهابية، حيث أسهم أفراد في النظام القطري في تمويل تنظيم داعش والقاعدة، وانتهجت الولايات المتحدة مع النظام القطري سياسة العصا والجزرة بحيث تثني أحيانًا على الأنظمة القطرية التي تزعم مكافحة تمويل الإرهاب، وتردعها أحيانًا أخرى لإصرارها على دعم التنظيمات المتطرفة.
مؤكداً إثبات تقارير أمنية التسهيلات المالية التي تقدمها قطر للإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب التي يضعها مجلس الأمن، مستغلة ثغرات في نظام العقوبات الدولية، وجاء على رأس هؤلاء، القطري خليفة السبيعي الذي حصل على 120 ألف دولار خلال عام واحد.
والسبيعي مدرج على قوائم الإرهاب الدولية منذ عام 2008 ضمن قائمة الداعمين والممولين لتنظيم القاعدة، وتتهمه واشنطن بأنه "رجل القاعدة الأول في قطر"، حيث دعم قادة التنظيم الإرهابي بمن فيهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وكانت قطر قد احتجزت السبيعي 6 أشهر وأفرجت عنه، متجاهلةً مطالب دولية وأميركية لاستجوابه، وفي عام 2012، ثبت تورط السبيعي في إرسال أموال لتنظيم القاعدة في باكستان، كما قام في عام 2013 بجمع أموال لجبهة النصرة التابعة للتنظيم في سوريا وتورط في جمع تبرعات للقيادي بتنظيم القاعدة عبدالله المحيسني.
وعاد السبيعي مرة أخرى لقائمة الاتهام بعد إثبات تورطه في دعم وتمويل جماعات إرهابية العراق، وكشفت وثائق نشرتها وزارة الخزانة الأميركية عن صلات بين السبيعي والقاعدة حيث زودهم بآلية جديدة لتفجير الطائرات تعتمد على قنابل توضع في عبوات معجون الأسنان.
مليارات الدولارات من الخزينة القطرية تم تقسيمها على عدة جماعات إرهابية
ويحاول النظام القطري دائمًا ابتكار وسائل جديدة لتوصيل الدعم المالي للجماعات المتطرفة بطرق غير مباشرة، وكشفت تقارير استخباراتية أن الدعم القطري المالي خلال السنوات الخمس الأخيرة تجاوز الـ6 مليارات دولار في العراق فقط، وأبرزها كان تسليم أكبر قدر من المال دفعته قطر لجماعات إرهابية وميليشيات متطرفة دفعة واحدة وكان خلال عام 2017 في العراق، عندما سلمت مليار دولار اقتسمتها جماعات متطرفة، مقابل الإفراج عن أمراء قطريين محتجزين.
وذهبت أموال تحرير الرهائن لجماعات وأفراد مصنفين على أنهم "إرهابيون"، ومنهم كتائب حزب الله في العراق، وجماعات تابعة لجبهة النصرة (ذراع القاعدة) في سوريا، فضلًا عن عشرات الملايين من الدولارات كمدفوعات شخصية.
وذكرت صحيفة التلغراف في تقرير لها، أن شخصيات قطرية رفيعة المستوى تورطت بشكل مباشر وبأدلة لا تقبل الشك في تمويل الإرهاب في العراق، أبرزهم كان عبدالرحمن النعيمي، وهو مستشار للحكومة القطرية صنفته الولايات المتحدة ضمن قوائم الإرهاب وكان متهمًا وقتها بنقل مليون ونصف المليون دولار شهريًا لتنظيم القاعدة في العراق.
وفي يونيو 2017 أقر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأنّ بلاده تحتجز مبلغاً كبيراً كانت قطر تنوي دفعه لفصائل عراقية مسلحة متورطة في اختطاف صيادين قطريين.
وقال العبادي حينها: إنّ البنك المركزي العراقي يحقق في قانونية إدخال طائرة قطرية مبلغ 250 مليون يورو و50 مليون دولار إلى بغداد، من دون إشعار السلطات الرسمية.
وكشف العبادي في ذلك الوقت، في حديثه لصحافيين في مكتبه ببغداد، عن بعض تفاصيل افتداء الصيادين القطريين الذين أفرج عنهم بعد اختطافهم لعام ونصف بالعراق، في منطقة قرب حدود البلاد مع السعودية، ونقلوا إلى إيران.
وفي تقرير لـ"فايننشال تايمز" أكدت خلاله أن الفدية القطرية المشبوهة كانت من أهم الأسباب وراء تحرك المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق الحدود معها والأجواء والموانئ بوجه وسائل نقلها.
النظام القطري يتحرك في العراق وفقًا لتعليمات قادته في إيران
من جانبه يقول نزار سامرائي الخبير والمحلل السياسي العراقي: إن النظام القطري يتحرك في العراق بأوامر وتعليمات محددة تصدر من قادته في إيران لدعم ميليشياتها هناك وإحكام قبضتها على العراق، مضيفًا أن قطر دعم ميليشيات إيرانية وهي حزب الله العراقي وتكتل فتح ولعب دورًا كبيرًا لاستمرار أي مسؤول عراقي يدين بالولاء للنظام الإيراني.
وأضاف: التدخل القطري كان يزداد بشدة أثناء خروج احتجاجات شعبية ضد الوجود الإيراني في العراق، وتبدأ في دفع ملايين الدولارات لدعم مقتدى الصدر وبلورة دوره في العراق، ودعم كل من يساهم في تقوية النفوذ الإيراني في العراق.
وتابع: التقارير أكدت محاولات قطر التلاعب عبر العراق لتمرير الأموال للنظام الإيراني في ظل العقوبات الأميركية الأخيرة، وتمرير الأموال عبر طرق غير شرعية برعاية التنظيمات الإرهابية صاحبة النفوذ في العراق.