الشيخ نواف الأحمد... من هو أمير الكويت الجديد؟
حزن بالغ يخيم على الأمة العربية منذ الأمس، بعد رحيل رحل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، عن عمر يناهز ٩١ عاما، متأثرا بمرضه، في أميركا، حيث نكست البلدان الأعلام وأعلنوا الحداد، بينما أعلن مجلس الوزراء الشيخ نواف الأحمد أميرا جديدا للبلاد.
عقب وفاة الصباح، قال مجلس الوزراء في بيان تلاه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أنس الصالح: "عملا بأحكام الدستور، فإن مجلس الوزراء ينادي بولي عهده، صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت".
من هو الأمير نواف الأحمد؟
ولد الشيخ نواف الأحمد الصباح في 25 يونيو عام 1937 في مدينة الكويت، ويعتبر الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم البلاد في الفترة ما بين عامي 1921 و1950، ولديه 4 أبناء وابنة.
درس نواف في مدارس الكويت المختلفة وهي مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في المدرسة الشرقية والمباركية، وواصل دراساته في أماكن مختلفة من الكويت، وعُرف بحرصه على مواصلة تحصيله العلمي، وظلت هذه الصفة تلازمه فيما بعد وتجلت بتشجيع سموه لطلبة العلم في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعالي، بداية من رؤية سموه بأهمية التحصيل العلمي الذي يعتبر أساسا لتقدم المجتمعات ورقيها.
العمل السياسي
انخرط في العمل السياسي، من خلال توليه العديد من المناصب المهمة، أبرزها في فبراير 1962، عندما تولى منصب محافظ حولي، وحول المحافظة التي كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية وسكنية وتجارية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، واستمر في منصبه لحوالي 16 عاما.
وفي مارس 1978، عُين وزيرا للداخلية خلفا للأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي تولى منصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء في بداية عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، ثم تولى منصب وزير الدفاع في يناير 1988، ليترك بصمته الواضحة بها من خلال تطوير العمل بشقيه العسكري والمدني.
فيما عمل على تحديث معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية، وحرص على إرسال البعثات إلى الدول الصناعية العسكرية للتدرب على قيادة الطائرات العسكرية وكافة أنواع الأسلحة والمدرعات والمدافع التي يستخدمها الجيش الكويتي، بجانب تضمين عقود شراء الأسلحة بنودا، تنص على تدريب العسكريين الكويتيين عليها وصيانتها، وفتح المجال واسعا لانخراط أبناء الكويت في السلك العسكري وإعطائهم الكثير من الامتيازات.
كما تقلد الشيخ نواف عدة مناصب وزارية منها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والدفاع والداخلية حتى ما بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991، وعقب 3 أعوام، عين نائبا لرئيس الحرس الوطني الكويتي لفترة استمرت حتى يوليو 2003.
في 2006، أصدر صاحب السمو أمير دولة الكويت، صباح الأحمد، أمرا أميريا بتزكية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد، حيث يحظى بتقدير واسع في الكويت داخل الأسرة الحاكمة وفي الأوساط السياسية والشعبية.
وفاة الأمير
في مساء أمس، أعلن الديوان الأميري الكويتي في بيان بثه التلفزيون الحكومي، وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي كان يخضع للعلاج بأحد المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية منذ يوليو الماضي.
وقال الشيخ علي جراح الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي، في بيان بثه تلفزيون الكويت: "ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت".
وقطع التلفزيون الكويتي الحكومي بثه المعتاد في وقت سابق، الثلاثاء، وبدأ في إذاعة آيات من القرآن الكريم.
في السياق ذاته، وبعد وفاة أمير الكويت الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح"، ومع اللحظات الأولى لأداء الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح" لليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي أميرًا للبلاد سادت حالة من الخوف والتوجس بين محور الشر الثلاثي "قطر – وتركيا – والإخوان".
الإعلام "القطري التركي" وعلى رأسه قناة "الجزيرة وTRT"، بدأ بث مواد إعلامية تشكك في أهلية الشيخ "نواف" السياسية دون أي اعتبار لفترة الحداد في مختلف بلدان الوطن العربي أو احترام للوضع الحالي.